الجمعة، 1 مايو 2020

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة


قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثية يجري تجارب على تطوير ملكات الحيوان والارتقاء بإمكانياته العقلية بواسطة نقل جينات وراثية من الإنسان إلى الشمبانزي (أقرب القردة العليا)، ثم عمل تزاوج بين الإنسان والشمبانزي، واستخدم لإنجاح التجربة بويضة من زوجته، وتم زرع النطفة في رحم الزوجة، التي ماتت في الولادة بعد أن ضحى بها الزوج من أجل إنقاذ التجربة التي أنتجت مخلوقاً مشوهاً، أنثى تحمل وجه أمها البشرية وجسد أبوها الشمبانزي.
2. العنوان: كان مباشراً وصريحاً يشي بقكرة الرواية، قطع بالفكرة وفضحها ولم يشر لها من البعيد.
3.الغلاف: الصورة على الغلاف تحمل صورة رجل وقور يحاول تعليم شمبانزي القراءة، الغلاف أول عتبة من عتبات النص، أي أنه يمثل نصاً موازيا للرواية، ولكن الرواية تقول أن المخلوق المشوه حمل وجه أنثى جميلة وجسد يغطيه الشعر بكثافة على عكس صورة الغلاف.
4. الطباعة: طباعة فاخرة ورائعة بكل المقاييس سواء من الغلاف المقوى الذي يقاوم عوامل الفناء أو ورق الصفحات الداخلية احتراقية عالية الوضوح.
5. التقديمات: كانت كثيرة ومركزة لكنها بدت وجبة دسمة قبل قراءة العمل أكثر من كونها مجرد تقديم للرواية وكانت كالتالي:
أولا": بدأت الرواية بآلة قرآنية تصب في فكرة الرواية وتشير في وضوح إلى هدفها الغير مباشر وهي آية (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ..
ثانياً: إهداء من المؤلفة إلى روح الصحفي والكاتب اللامع مصطفى أمين لتقديمها إلى القراء في بداياتها الأدبية، ثالثاً: تقديم الكاتب الصحفي الكبير الراحل مصطفى أمين الذي رحب بيدايات الأدباء الشبان مؤكداً أن جو الحرية هو الذي سيؤدي إلى ظهور عمالقة الأدب والفنون.
ثالثاً: تقديم للدكتور عصام الدين أبو زلال يركز على نسوية الرواية يختلط فيها خيال الأديبة لفكر المرأة العالمة، ويتعرض فيها لمراحل تطور الأديبة منذ نعومة أظفارها ومراحل تطورها وأعمالها السابقة الأدبية والعلمية وأدب الأطفالواهتمامها بعالم الحيوان الذي لا يكذب، وكذلك تناول الأديب يوسف الشاروني لأعمالها في كتاب الخيال العلمي
رابعاً: قطوف من كتاب "االخيال العلمي العربي في الأدب العربي" للناقد يوسف الشاروني ويعلق على أحداث الرواية فيقول "وكما ثارت "جلاتيا" على مبدعها "بجماليون" ثارت "اش اش" على صانعها "أدهم" عندما اكتشفت وحشيته.
خامساً: تعليق من الكاتب ياسر أبو الحسب الرواية تناولت قضية التلاعب بالجينات الوراثية، وقد تناولها الكاتب جورج ويلز في رواية جزيرة الدكتور هوجو لكن الكاتبة هنا أدخلت عليها الجانب الإنساني أعطى لها لمحة مأساوية.
6. الفرضية العلمية. وجهة النظر المؤيدة :
فارق الكروموسومات بين البشر 46 كرومسوموم والشيمبانزي 48) وهو يقارب حالات التهجين التي يتم إجراؤها مثلا بين نوع الحمار62 كروموسوم وبين نوع الحصان 64 كروموسوم فينتج البغل هو هجين بين الحمار الذكر والفرس الأنثى.أما النغل فهو هجين بين الحصان الذكر والأتان الأنثى ولكنه يكون دوما بغلا عقيما 63 كروموسوم وهو ما يعني نظريا أنه يمكن التهجين بالفعل بين الإنسان والشيمبانزي !!
ب. وجهة النظر المعارضة
حدود التهجين Hybrid هي في الحالات التالية :أ. التهجين بين سلالتين مختلفتين (Subspecies) وذلك كما في حالة تزاوج النمر السيبيري مثلاً مع النمر البنغالي.
ب. يمكن أن يحدث أيضا ًبصورة أقل نتيجة تزاوج نوعين مختلفين (Species) ضمن الجنس الواحد (Genus) .. ومثال على ذلك تهجين الأسد مع أنثى نمر ويُسمى الهجين هنا (Liger) أو تهجين النمر مع أنثى الأسد ويُسمى الهجين هنا (Tigon) وفي الغالب الهجين أيضا لا يكون الاختيار الأمثل في بيئته، فمثلا هجين الأسد مع أنثى النمر (اللايجر) يكون ضخما جدا جدا !! فيفقد بذلك قوة انقضاض الأسد ويفقد كذلك خفة وسرعة النمر !! وأيضا البغل : لا فيه قوة تحمل الحمار ولا فيه سرعة ورشاقة الفرس !!
ت. يمكن أن يحدث ولكن في حالات نادرة بين جنسين مختلفين (Genera) ومثال على ذلك الخروف والماعز، وغالبا ًما يولد ميتا ًأو يُولد مشوها مريضا ولا يُعمر .
ث. ويمكن أن يحدث ولكن بصورة نادرة جدا نتيجة التزاوج بين عائلتين مختلفتين (Family)وفي الغالب كلما تباعد الأب والأم في التصنيف فإن التهجين يأتي عقيما أو مريضا ولا يُعمر او يُولد ميتا كما قلنا ..
أنواع هجين كثيرة تفقد شكل فرائها الذي تتخفى به في بيئتها، أو تفقد صفات تحميها من الحر أو البرد، يعني حتى الانتخاب الطبيعي أو الطبيعة لا تشجع على استمرار هذا الهجين فضلا عن أنه عقيم ورغم كل تلك الحالات المتنوعة للتهجين، فإنه لا يقع أبدا بين الإنسان وأي حيوان آخر مهما تقارب معه في العائلة، أو في التصنيف العام(ثدييات مثلا) حتى ولو تقارب مع الإنسان في عدد كرومسوماته الـ 46 !!
لا نقول بالاستحالة بين الإنسان والكلب مثلا؛ لأن كروموسمات الكلب 78 ولكن حتى بين الإنسان والأرنب كروموسوماته 44 أو الإنسان والفأر كروموسوماته 42.فهذا التقارب في الكروموسمات يرشح تلك الحيوانات لعمل تجارب عليها تفيد الإنسان في الادوية والعلاجات والتشريح ونحوه – ولكن لا يقول أي عاقل أبدا أنه يمكن التهجين بين الإنسان وأي حيوان آخر
7. اللغة فصحي سلسلة وجميلة وقوية، والأفكار الاسلامية تمتلأ بها الرواية، والاستشهاد بالآيات القرآنية في موضعها المناسب وليس متكلفاً و دخيل على الرواية.
8. الحبكة رائعة وربما تحكي الرواية عن قصة حقيقية حدثت في الاتحاد السوفيتي ومات بطلها في السجن، لأنه كان يحاول نفس المحاولات.
9. الرواية من أدب الخيال العلمي الرفيع الذي يذكرك بعمالقة هذا الفن في مصر من أمثال نهاد شريف ومصطفى محمود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...