الجمعة، 18 يناير 2019

قرأت لك من أدب الخيال العلمي : رواية الكوكب العجيب : د/حسام الزمبيلي

قرأت لك من أدب الخيال العلمي :
رواية الكوكب العجيب : د/حسام الزمبيلي
========================
في منتصف ليلة الخامس من ذي القعدة 2115هـ، جلس د. صلاح الدين يراجع بقلق تزايد معدل إصابات القرنية بفيروس الهربس، عن طريق الشبكة الكمبيوترية الإسلامية المتحدة، وعلى الرغم من اكتشاف العديد من الأدوية لعلاج هذا الفيروس، إلا أنه استطاع أن يقاوم العلاج، وبذلك تحول إلى وباء انتشر في جميع أنحاء العالم وعقدت المؤتمرات والاجتماعات والندوات الطبية للحد من انتشاره.
وتصاب أم د. صلاح الدين بالفيروس، مما يجعل معركة د.صلاح الدين مع الفيروس مسألة شخصية جدا.
وينشغل د. صلاح هو وفريقه المكون من د. شروق (أخصائية الفيروسات - أبو ظبي)، ود. علي (جامعة نواكشوط)، ود. طارق (أخصائي الجينات- جامعة الخرطوم)، ود. باسل (أخصائي علم الأدوية – جامعة القاهرة)، ينشغلون في أبحاث مكثفة في مكان ناء بإحدى المناطق الصحراوية النادرة في الدولة الإسلامية المتحدة على عمق 200م تحت سطح الأرض، وبعد جهد شديد يتوصل د. صلاح إلى علاج لهذا الفيروس، وتبدأ معدلات الوباء في الانحسار بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وفي خلال شهر هبطت معدلات الإصابة من 90% إلى 10% فقط، وبدأ العالم يتنفس الصُعَداء من هذا الوباء اللعين.
وفي غمرة سعادة فريق د. صلاح بمنحهم جائزة العالم الإسلامي للعلوم الطبية والدوائية، تحدث مفاجأة تنسف هذه السعادة من أساسها، حيث تجد د. شروق أحد القرود في معمل التجارب، مغمض العينين، فتقوم بفحصه وتجري بعض الفحوصات المعملية اللازمة عليه، فتجده مصابا بفيروس هربس بعد أن تحور الفيروس، ونجح في التغلب على العقار الجديد.
ويعود الكابوس مرة أخرى، وتتناقل وكالات الأنباء ارتداد الإصابة في المرضى الذين تم شفاؤهم، كما تتناقل الأوساط العلمية أنباء اعتذار فريق د. صلاح الدين عن قبول الجائزة.
ويعلق العالم د. روجرز (من الولايات المتحدة الأميركية) على الدواء الذي أنتجه فريق د. صلاح الدين قائلا "كنت أعلم أن الدواء النهائي والخلاص من هذا الوباء سيكون من هنا. من الولايات المتحدة الأميركية".
وبالفعل ينجح الفريق الأميركي في اختراع علاج مضاد للفيروس، ويقف العالم روجرز ويعلن متفاخرا أنه باسم الشعب الأميركي العظيم يقدم الدواء الذي طال انتظاره، ويثبت الدواء نجاحا كبيرا في القضاء على الفيروس، ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر تبدأ بعض الدول في التبليغ عن حالات ارتداد الإصابة مرة أخرى في أنحاء العالم، وفي هذه المرة يسخر الفريق الألماني من الفريق الأميركي، ويؤكد العالم الألماني شنيدر أن عبقرية الشعب الألماني هي التي سوف تخلص العالم من هذا الوباء.
وبعد مرور ستة أشهر أخرى من الكابوس، يفجر د. شنيدر في اجتماع الجمعية العالمية لأطباء العيون قنبلة العلاج الفيروسي لفيروس هربس، وبهذا الدواء يتم القضاء على الفيروس، ولكن بعد مرور عامين يبدأ فيروس هربس في الظهور مرة أخرى بعد أن حور نفسه جينيا، وعادت معدلات الإصابة ترتفع مرة أخرى.
وبعد محاولات مضنية، من قبل العالم أجمع للقضاء على هذا الفيروس، ينجح د. صلاح الدين في التوصل إلى اكتشاف خطير جدا، وهو أن فيروس هربس فيروس عاقل يحاول أن يتحاور مع أهل الأرض، ويستطيع د. صلاح بمعاونة فريقه العلمي أن يبتكر أول سوفت وير (برنامج كمبيوتري للحوار مع فيروس هربس)، ومن خلال هذا البرنامج يتحدث د. صلاح الدين مع الفيروس ويعلم منه أنه من سكان كوكب (س60) الذي يبعد عنا بحوالي 40 سنة ضوئية، وقد أتى في سفينة فضاء صغيرة، هاربا من بطش مجموعة شريرة من الفيروس هربس.
يقول الفيروس "مبدأ مجموعتنا الخير وعدم غزو الكواكب الأخرى، إلى أن جاء وقت سيطرت مجموعة الشر على الكوكب، فهربنا - نحن البقية الباقية - في سفن فضاء، بحثا عن حياة عاقلة قد نستطيع الاتصال بها، وقد تساعدنا في مهمتنا، حتى عثرنا على كوكب الأرض، دخلنا غلافكم الجوي، ولم تكتشفنا أجهزة الاستطلاع والاستشعار الخاصة بكوكبكم؛ نظرا لصغر السفن التي تتعدى حجم ذرات الغبار، وهي بالنسبة لنا هائلة تسع الملايين منا.
لم يكن أمامنا من طريق لجذب اهتمامكم أو الحوار معكم، غير تلك الطريقة الفظة التي نرجو أن تسامحونا، خاصة بعد أن نصحح أخطاءنا، ونعيد الأمور إلى نصابها. هدفنا من محاولة الاتصال بكم، هو طلب المساعدة في إعادتنا مرة أخرى إلى كوكبنا، ومساعدتنا في قهر الزعيم الشرير ساجا (زعيم الفيروسات الشريرة)."
وبعد أن يقدم الفيروس هربس تركيب المادة الكيميائية التي تقوم بقتل جميع الفيروسات الشريرة، وكذلك تساعد في شفاء القرنية، يقوم د. صلاح بإبلاغ السلطات، ويوافق رئيس الجمهورية، بعد أن يصدر أوامره باختبار المادة، على إرسال سفينة الفضاء (القادسية)؛ لتؤدي مهمتها في تحرير الكوكب س60 من قوى الشر والفساد، وإعادة توطين قوى الخير والسلام.
منقولة عن مقالة للناقد/حمادة هزاع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...