الاثنين، 30 أبريل 2018

نهاد شريف سيرة ومنهج : حمادة هزاع

نهاد شريف سيرة ومنهج


ذكرى ميلاد عميد أدب الخيال العلمي في الوطن العربي
( نهاد شريف سيرة ومنهج )
بقلم: حمادة هزاع
في مثل هذا اليوم الموافق 25/6 من عام 1930م ولد عميد أدب الخيال العلمي في الوطن العربي الأستاذ نهاد شريف،وبمناسبة ذكرى ميلاده أقدم هذه المقالة المتواضعة([1]) التي أتناول فيها السيرة الذاتية لهذا الرائد من خلال التعرف على البيئة والظروف التي نشأ فيها, والأسباب والدوافع وراء شغفه وتعلقه بالعلم وصياغته في قوالب أدبية، ثم الحديث عن أهم الشخصيات التي شجعته عبر مسيرته الشخصية والإبداعية, ودورها في دفعه وصموده على طريق الإبداع الشاق، وأخيرًا ندخل معه في حوار حول منهج الكتابة الأدبية ومن أين يستقي أفكاره, وكيف يقدمها في قالب فني.
1- الميلاد والنشأة:
ولد نهاد شريف في25 /6 /1930م([2]) في حي محرم بك بمدينة الإسكندرية, لأسرة تعشق الفن وتقدسه وتحب الثقافة وتهتم بها.
فجده لوالده المرحوم إبراهيم أسعد شريف, المستشار القانوني بمجلس النواب في ذلك الوقت, كان من المؤمنين بتكوين مكتبة خاصة للعائلة وكان مقتنعًا أنه إن لم يفد منها مباشرة فسوف يفيد منها ابن أو حفيد يومًا ما.
كانت هذه المكتبة ثرية جدًّا حيث حوت أكثر من مائة ألف مجلد, وكانت مكونة من قاعتين وتضم نوعين من الكتب الجانب الأول لكتب الدين والقانون والجانب الآخر كتب في مجال العلم والعلوم رغم أنه ليست له علاقة مباشرة بالعلم إلا أنه كان يعشقه مما جعله يخصص بها جزءًا خاصًّا للخيال العلمي الذي كان يهواه بصفة خاصة, حيث كان يحب مؤلفات "ويلز" و"ماري شيللي" و"فيرن" وغيرهم.
ووالده الفنان التشكيلي المرحوم منير إبراهيم شريف, حفيد رئيس الوزراء ومنشئ الدستور المصري محمد شريف باشا, كان حريصًا على تعلم الفن التشكيلي على أيدي أساتذة ألمان حتى أجاد هذا الفن وتخصص فيه, فكان ضمن أول هيئة قامت بالتدريس في كلية الفنون الجميلة, وأصبح له مرسمًا مشهورًا في ضاحية حلوان, وشارك بلوحاته في عديد من المعارض بمصر وخارجها, ومن ثم زينت أعماله الزيتية عددًا من أماكن ومتاحف وبلدان مصر.. وهناك صورة بشكل لوحة كبيرة وضعت في متحف القائد الراحل جمال عبد الناصر, اعتبرت إحدى الصور المميزة لعبد الناصر..
ولم يكن الوالد سائرًا وحده في طريق الفن, فمعه شقيقاه, محمد وأحمد, عمَّا نهاد, حيث كان الأخير شاعرًا وواحدًا من قدامى هواة تربية الزهور ومؤسس قديم لجمعية فلاحة البساتين وعضو لجان التحكيم في معارض الزهور, وكانت لديه حديقة صغيرة تمتلئ بالزهور التي مرارًا ما حصل بها على جائزة أصغر حديقة مزهرة في مصر.
في هذا الجو عاش الصبي نهاد في منزل الأسرة الضخم الذي شهد مولد والده وأعمامه, بضاحية حلوان, وسط جو عائلي ملتزم يضم مرسم الوالد, ومكتبة الجد, وحديقة الأعمام التي يتمتع بمرآها.. من هنا كان منزل الأسرة بحلوان قبلة للفن والأدب ومنبرًا للذوق الرفيع, حيث لا تخلو لياليه من أصدقاء أعمامه وأبيه, من الشعراء والمثقفين ورجال الدين الذين يجتمعون في الصالون ويجلس معهم الصبي كل مساء يسمع الحوار السخي, بالإضافة إلى أن والده كان يصطحبه معه في جولاته الفنية في ريف مصر, وسفراته للخارج.
وهكذا نشأ نهاد شريف على تذوق الفن التشكيلي, والتمتع بجمال الطبيعة, إضافة إلى حب القراءة واقتناء الكتب, حيث تحول هذا الحب إلى نهم شديد لقراءة الكتب العلمية بدءًا من مكتبة جده فمكتبات والده وعميه إلى أن كون مكتبته الخاصة - في سن مبكرة- مع مبدأ دراسته الثانوية. ومن ثم كان أول تعرفه على مؤلفات "جول فيرن" و"ويلز" وغيرهما فيما يعرف بأدب الخيال العلمي.
2- النزول إلى معترك الحياة:
بعد معرفة الطريق الصحيح للمسيرة الأدبية, ينخرط الكاتب نهاد شريف في الحياة الأدبية السائدة في عصره, من ندوات ولقاءات, ويعمل دومًا على صقل موهبته وإمدادها المستمر والدءوب بالجديد من العلوم, عن طريق القراءة النهمة والمتوالية في مجالاتها والتركيز في فهمها واستيعاب مفرداتها. وتتوالى جهوده الأدبية في نشر أدبه من جهة والأخذ بأيدي السائرين على الطريق نفسه من الشباب المبدعين أو الباحثين في أدب النوع, من جهة أخرى. وتأتي الجوائز الأدبية والتقديرات المعنوية لتكون بمثابة الواحات التي يستظل بها الكاتب من هجير ومشاق طريق الإبداع الطويل.
من هنا يأتي هذا العنصر ليعرض بطريقة "بانورامية " أهم المحاط في حياة الكاتب نهاد شريف الشخصية والإبداعية.
أ - الحياة العملية:
خلال دراسته الثانوية ثم الجامعية بكلية الآداب قسم التاريخ تبلورت أفكار الشاب نهاد شريف واتجهت في وضوح إلى الكتابة الأدبية والعلمية وبخاصة حتى استهل حياته العملية بالتدريب في مجال الصحافة بدار أخبار اليوم حيث التحق بالقسم العلمي في مجلة آخر ساعة قبيل تخرجه من الجامعة بين عامي (54-1957).
ثم عمل منذ عام 1957م, موجهًا ثقافيًّا فمرشدًا لتعليم الكبار فمديرًا لقسم الثقافة والإرشاد بمشروع ثورة 23 يوليو1952 "مديرية التحرير" فأدى دورًا إعلاميًّا للتعريف بالمشروع وأهميته لمجتمعه النامي الجديد. وحين تكونت المؤسسة المصرية العامة للتعمير والمشروعات الزراعية بالقاهرة نقل إليها في عام 1961م, ليعمل مديرًا للعلاقات العامة بها ويزاول نشاطًا إعلاميًّا موسعًا لمشروعات الإصلاح الزراعي بمصر. حتى اختاره عام 1963م, وزير الإصلاح الزراعي متحدثًا صحفيًّا بالوزارة.
لكن في فبراير 1974م - وعقب ظهور مؤلفه الأول في الخيال العلمي- قام السيد الأديب يوسف السباعي وزير الثقافة بنقل نهاد شريف للعمل مراقبًا للمعلومات بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية, ثم مراقبًا عامًّا للتحرير والنشر ومشرفًا على مسابقات الكتاب الأول للأدباء الشبان. وحين تحول المجلس إلى المجلس الأعلى للثقافة أصبح نهاد شريف مديرًا عامًّا لإدارة المسابقات. ومنح عضوية اللجنة العليا لإعداد موسوعة أدباء مصر والعالم العربي, كما منح في عام 1986م بقرار من السيد وزير الثقافة عضوية اللجنة الفنية للقصة بالمجلس.
وحين أنشئت لأول مرة في تاريخ مصر لجنة للثقافة العلمية بالمجلس اختير نهاد شريف عضوًا عاملا بها في أكتوبر 1992م. كما يعمل مستشارًا فنيًّا لأدب الخيال العلمي بمؤسسة كنوز الثقافية المصرية.
وعقب إنشاء مجموعة اللجان العلمية بمكتبة الإسكندرية للاستعانة بخبرة وحكمة وعلم أعضائها اختير نهاد شريف عضوًا عاملا بلجنة العلم والتكنولوجيا منذ عام 2003م.
ويشارك نهاد شريف في الأنشطة المختلفة لهيئات ومؤسسات تختص بأدب الخيال العلمي مثل أكاديمية البحث العلمي, والهيئة العامة للكتاب, ونوادي علوم الأهرام.. الخ.
ب- النشاط والاتصالات:
اختير نهاد شريف عضوًا بمجلس إدارة "جمعية دار الأدباء", كما انضم عضوًا عاملا في نوادي: "القصة " بالقاهرة والإسكندرية, "الجمعية العربية للفنون والثقافة الإعلامية ", "رابطة الأدب الحديث", "نادي القاهرة الرياضي", "نادي أسمنت حلوان", "نادي اليخت", "اتحاد الكتّاب العرب بدمشق" والذي أصدر مؤلفان له.
وهو عضو مؤسس "باتحاد كتّاب مصر", ومؤسس "جمعية كتّاب ومحبي أدب الخيال العلمي" مع المرحوم الكاتب الصحفي الأستاذ صلاح جلال, وهو كذلك عضو لجان التحكيم في مسابقات القصة والرواية التي ينظمها نادي القصة,المجلس الأعلى للثقافة,أكاديمية البحث العلمي, الهيئة العامة للكتاب. وجهات أخرى.
ويعد نهاد شريف الرائد الأول في مجال كتابة أدب الخيال العلمي في مصر والوطن العربي وأول من تخصص فيه وأول من قدم الخيال العلمي عربيًّا في السينما والتليفزيون. كما تعد كتاباته لونًا حديثًا من الأدب طال افتقار الأدب العربي إليه.
وتدرس حاليًا أعماله وأفكاره ورؤاه المستقبلية في أقسام الدراسات الأدبية بجامعات القاهرة, وعين شمس, وحلوان, وكذا الإسكندرية, المنصورة, المنيا, وفي معهد الإذاعة والتليفزيون ومعهد السينما. كما أن هناك بحوثًا أكاديمية أعدت حول أفكاره وتصوراته وتوقعاته العلمية لحضارة الغد وبجماليات فنه في أدب الخيال العلمي عربيًّا وفعاليات هذا الأدب من أجل مستقبل أفضل للبشر.
جـ- الجهود الأدبية:
منذ بداية عمله بمديرية التحرير أشرف على إصدار المجلة المحلية "نصر" طيلة خمسة أعوام ونصف, كما أسس عددًا كبيرًا من المراكز الثقافية وشبكات الإذاعة بقرى المديرية قدم من خلالها برامج ثقافية وعلمية وترفيهية.
ابتداءً من عام 1949م نشر قصصًا ورايات مطولة ومقالات أدبية وتاريخية وعلمية في غالبية صحف ومجلات مصر والوطن العربي. وقد تحول الكثير منها إلى تمثيليات إذاعية وتليفزيونية, بينما كتب وأعد برامج للإذاعة منها البرنامج الخاص "دائرة معارف الشعب" على مدى ستة أعوام بدءًا من عام 1962. إضافة إلى ما قدمته الإذاعة السورية وغيرها من إذاعات عربية.
كذلك نوقشت أعماله وأفكاره الروائية وتنبؤاته العلمية في عديد من مجلات وصحف وإذاعات مصر والوطن العربي وإذاعة سوريا ولندن العربية وبرلين وباريس وكذا التليفزيون في كل من سوريا ولبنان وتركيا والأردن. أما أحاديثه فيتلقفها الإعلام المصري والعربي على الدوام.
كما عقدت ندوات من أجل ما يقدم من فن قصصي رائد في مختلف الأندية والمحافل الأدبية بمصر والأردن وسوريا وفي تركيا. وقد واكب ذلك كتابة دراسات وأبحاث جادة عن أعمال نهاد شريف بأقلام كبار كتّاب وباحثي ونقاد مصر والوطن العربي. بينما ترجمت كتاباته إلى اللغات التركية, الإنجليزية, الصينية, الألمانية, والفرنسية.
ويلقي كاتبنا محاضرات عن مادة "أدب الخيال العلمي" على طلبة معهد الإذاعة والتليفزيون وكذا في جلسات خاصة ببعض الأندية والمؤسسات على جماهيره ومحبي فنه. وهو دائم الرعاية لكتّاب أدب الخيال العلمي من الشباب. ومن ثم فمن تلاميذه النشطين البارزين في مجال هذا الأدب: الأديب صلاح معاطي, والأديب هشام الصياد, والأديب محمد علي عبد الهادي.
ونهاد شريف دائم الترحال فيما بين محافظات مصر لإلقاء محاضراته في الجامعات والأندية والإذاعة والتي تهتم بهذا الأدب الجديد وبنشر الثقافة العلمية خاصة بين الشباب.
وفي مجالات أعماله الروائية المطولة في وسائل الإعلام المصري فقد اعتبر الفيلم السينمائي المأخوذ عن رواية نهاد شريف "قاهر الزمن" والمسمى بالاسم ذاته أول فيلم عربي من الخيال العلمي عرفته السينما المصرية. كما عُدَّ إقدام أ. كمال الشيخ على إخراجه خطوة رائدة تحتسب لمصر في مجال الفن السينمائي واختيار القصة المتطورة ذات الاتجاه والتناول العلمي منذ عام 1987م أي تاريخ إنتاجه . وقد شهد فيلم " قاهر الزمن" عـروضًا حاشدة ونـدوات متعددة بأنحاء مصر والوطن العربي وبلدان أوربا وحصل على تقدير النقاد الفرنسيين وكتبت عنه صحف ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها.
وفي حديث أجرته مؤخرًا مجلة "الرأي الآخر" بتاريخ سبتمبر 1998م مع العالم المصري الكبير أ.د. أحمد مستجير- رحمه الله- قال:" إن الأمريكان يؤسسون جيشًا مستنسخًا بفكرة عربية وأن نهاد شريف هو صاحب هذا الجيش في كتابه "قاهر الزمن" ثم شرح مقولته عبر الحوار الذي أجري معه.
وفي مجال التليفزيون قدمت له الشاشة الصغيرة بالقناة الأولى سهرة درامية وفيلمًا تليفزيونيًّا أذاعته كل القنوات أما السهرة فهي عن قصته بعنوان "نهر السعادة " قدمت عام 1981م من إعداد المرحوم فؤاد عبد الجليل وإخراج أحمد صلاح الدين, أما الفيلم التليفزيوني فهو بعنوان "الماسات الخضراء" من إعداد ممدوح فهمي وإخراج يس إسماعيل يس وتم إنتاجه عام 1997م. وجاري إعداد إنتاج فيلم تليفزيوني جديد عن روايته "الشيء".
أما مجال الإذاعة فعلاوة على نحو 35 سهرة قدمتها إذاعات البرنامج العام والثقافي وصوت العرب والشرق الأوسط والشباب, فقد اختص البرنامج العام بتقديم مسلسلين شهيرين هما :" سكان العالم الثاني" و"قاهر الزمن" كما قدم البرنامج الثقافي مجموعة من القصص المقروءة من أدب الخيال العلمي.
د- المــؤلفــات:
* الروايات:
1- قاهر الزمن                           روايات الهلال/دار الهلال     1972م.
2- الذي تحدى الإعصار             هيئة الكتاب                  1981م.
3- الشيء                            مختارات فصول             1989م.
4- ابن النجوم "الأب" جـ1          شركة نهضة مصر           1997م.
5- سكان العالم الثاني             المجلس الأعلى للثقافة         2005م.
6- تحت المجهر                         مركز الحضارة العربية        2006م.
* المجموعات القصصية:
1- رقم 4 يأمركم               كتاب اليوم/ دار أخبار اليوم   1974م.
2- الماسات الزيتونية           اقرأ / دار المعارف           1979م.
3- الذي تحدى الإعصار        الهيئة العامة للكتاب           1981م.
4- أنا وكائنات الفضاء          كتاب اليوم/ دار أخبار اليوم   1982.
5- بالإجماع                     اتحاد كتاب العرب/ دمشق    1991م.
6- نداء لولو السري             اتحاد كتاب العرب/ دمشق     1994م.
* المســــــرح :
1- أحزان السيد مكرر               الهيئة العامة للكتاب           1990م.
* الدراسات :
1- الدور الحيوي لأدب الخيال العلمي في ثقافتنا العلمية المكتبة الأكاديمية 1997م.
* الترجمة:
- ترجمة كتاب (سينما الخيال العلمي) لدينيس جيفورد        دار الأمانة1985م.
- في غير الخيال العلمي:
* توماس أديسون معجزة العلم (دراسة) علماء عاشوا بالأمل/ دار المعارف 1992م.
* تأملات في العلم والثقافة (مقالات) الهيئة العامة لقصور الثقافة            1996م.
* شارك في مؤلف: يوسف السباعي في ذكراه- الهيئة العامة للكتاب       1996م.
* وشارك في مؤلف: ألوان من الأدب المصري الحديث- دار كتابي        1979م.
* وشارك في مؤلف: أضواء على الثقافة العلمية- المجلس الأعلى للثقافة   2001م.
* كما كتب العديد من المقدمات لمؤلفات زملائه وتلاميذه.
- المقالات :
كتب عبر مسيرته الإبداعية والفكرية مقالات (متفرقة) للصحف والمجلات والإذاعات المختلفة (في مجال الخيال العلمي, ونظريات العلم وتطور تقنياته, وما يدور في حياتنا الثقافية).
- وابتداء من 2/5/1992وعلى مدى ما يزيد عن أربعة أعوام نشر مقالات أسبوعية منتظمة في صفحة الرأي بجريدة الأهرام المسائي تحت عنوان" في العلم وفي غيره" تناول خلالها موضوعات حيوية شتى في أطر التقدم العلمي وأهم نظرياته وإنجازاته وكم مشروعاته الآتية منها والمستقبلية إلى جانب تناول الموضوعات الثقافية والسياسية والاجتماعية الملحة وقتذاك, الخ.


3- بواعث المنحى العلمي في أدبه:
أ - حكايات الجدة:
لعل أبرز العوامل أثرًا في ظهور الحس الأدبي الخيالي عند نهاد شريف يرجع إلى نشأته الأولى في حضن جدته لوالده... يقول:" استطاعت جدتي السيدة الوقور التي طالما أخفى الحجاب قسمات حلوة باسمة من وجهها والتي طالما حوت جعبتها أكثر القصص إثارة وأشدها غرابة وعجبا.. من مصباح علاء الدين إلى رحلات السندباد وأساطير الجني والبساط الطائر والحيوانات المتكلمة والبلورة المسحورة والحجارة الناطقة.. الخ .. وإني لأتخيلها الآن تتشح بشالها الموشي الحواف وهي تقص علي بصوتها الهادئ العميق وقد استكنت إلى حضنها طفلا في الرابعة أو الخامسة تنسال أمامه دنيا فسيحة من الخيال والأحلام والرؤى المدهشة, وكانت لديها قدرة فذة - وهي التي لا تحمل أي مؤهل دراسي- على أن تروي لي القصة بأكثر من صورة حتى لا ينتابني السأم, بل إنها كانت تضيف بعض التفاصيل الصغيرة الجديدة في كل مرة تروي لي هذه الحكايات مما خلق لدي القدرة على تعدد الرؤى.. وقد ساعدها على ذلك أنها كانت قارئة ممتازة لأربع لغات..
ويقول أيضًا:" إنني عندما قرأت حكايات ورحلات "سندباد" بعد سنوات من رواية جدتي لها عليّ , اكتشفت أن جدتي كانت "تؤلف" حكايات أكثر20 مرة مما هو في النصوص الأصلية.. ".
ب- عبقرية المكان:
وثمة عامل آخر كان له أبلغ الأثر في توجيه نهاد شريف وإنماء تفكيره نشأ من ظروف إقامة الأسرة في حلوان, يقول:" ولما بلغت الرابعة عشرة من العمر بدأت أجد متعتي في مراقبة السماء بالمنظار العادي من شرفة بيتنا بحلوان... ثم كانت متعتي الكبرى تتركز في اصطحاب قريب لي يعمل في مرصد حلوان, حيث كنت أتابع في هدوء واهتمام مناقشات بعض علماء المرصد وخاصة الدكتور سماح الذي كان أحد كبار أساتذة علم الفلك في مصر والذي كان لا يتردد في الإجابة على أي سؤال كنت أطرحه.. وقد قيل عني آنذاك إن هذا الصغير قد أطل من مناظير المرصد أكثر من العلماء العاملين فيه.
وقد ظلت هذه التجربة الفريدة عالقة في نفسي حتى قمت بتسجيل آثارها في روايتي الأولى "قاهر الزمن" والتي تدور أحداثها في مرصد حلوان.
ولعل هذا العامل يفسر لنا شغف نهاد شريف وتعلقه بالفضاء حتى كانت السماء وأهل السماء موضوعًا أساسيًّا من موضوعات أدبه, وإيمانه العميق بوجود حضارات أخرى على الكواكب التي تملأ أجواء الفضاء وأنه سوف يأتي يوم ما ويحدث الاتصال بين كائنات الأرض وكائنات هذه الكواكب.. وغير ذلك مما سجله في روايته (ابن النجوم) التي تدور أحداثها حول هذا اللقاء وثماره.
وإذا كان مرصد حلوان قد جعل الصبي نهاد يتعلق بالسماء والفضاء, فإن مفردات المكان الأخرى قد تركت أثرًا على صفحة ذاكرته حيث جعلته ينظر أفقيًّا إلى تضاريس المكان وجغرافيته حيث بدأ يتفقد مناطق آثار قدماء المصريين بالبدرشين وسقارة وارتياد مرتفعات شرقي حلوان والتي بها "وادي حوف" الشهير.
جـ - أحداث خاصة في حياته:
على الرغم من تلك النشأة الأدبية والثقافية, فإن الشاب نهاد شريف كان قد رسم طريقه لكي يصبح طبيب العائلة.. وذلك لأسباب تخص التاريخ المرضي للعائلة التي كانت تعاني بشكل وراثي على فترات متقاربة من تكون حصى الأكسيلات في الكلى, وقد توفي جده خلال إجراء جراحة لاستخراج بعض هذه الحصى, وقد فكر الشاب نهاد في الاتجاه لدراسة الطب ليتخصص في طب المسالك البولية خاصة وأنه لا توجد مهنة طبيب في أسرته.. وبالفعل وضع أوراقه على أن يدخل قسمًا علميًّا...
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, كما يقول المتنبي, فقد أصيب إبان إجازته الصيفية بالتهاب رئوي حاد أضر بصحته, ولم يكن العلاج متطورًا في ذلك الوقت حيث كانت "السلفا" هي العلاج المتاح, مما جعله يجلس للعلاج شهرًا كاملا, واضطر الطبيب لأن يبيت معه ليلة كاملة على السرير المقابل لسريره.
وهنا تظهر بداية المسيرة , فكل ذلك جعل الوالد يصدر عدة "فرمانات":
1- رفض دخول نهاد كلية علمية لطول سنين دراستها واختصار الدراسة بسبب المرض, بدخول إحدى الكليات النظرية.
2- منع نهاد من ممارسة أي نشاط بدني.        3- الحرمان من الدراسة الجامعية عامًا كاملا.
ولقد تركت حادثة المرض تلك أثرًا كبيرًا على حياة نهاد الشخصية والإبداعية, الشخصية حيث وضعت قدمه على بدايات طريق التخصص في الكتابة الأدبية ذات المنحى العلمي كما سنرى, وعلى المستوى الإبداعي فقد وظف المرض الوراثي للكلى في رواياته وقصصه وحقق إبداعيًّا ما كان يرجوه من دراسة الطب للقضاء على هذا المرض.. مثل قصة "الماسات الزيتونية " التي يتوصل بطلها الطبيب إلى تحويل هذه الحصوات إلى ماسات مما يحقق الاستفادة على مستويين, الأول: الاستفادة من بيع الماس, والثاني: سهولة خروج الحصوات بالقضاء على أطرافها المدببة, وكذلك في روايته "الشيء" فقد كان البطل مصابًا بمرض حصى الكلى, ورواية " سكان العالم الثاني" كذلك.
وأما طبيبه الذي بات معه ليلة كاملة فقد تأثر به نهاد تأثرًا كبيرًا وجعله بطل أول رواياته وباكورة نتاجه وهي رواية " قاهر الزمن" كما سنرى.
د- عالم القراءة الفسيح:
بعد أن حكم على الشاب نهاد بالمكوث في المنزل عامًا كاملا, ولم يكن له أي متنفس حتى ممارسة الرياضة حرم منها... فماذا يفعل إذن؟ وهنا تتحقق أمنية الجد حيث جاء حفيده ليستفيد من المكتبة التي حوت مجموعات ضخمة من الكتب العربية والأجنبية وأمهات المراجع، لجأ نهاد إلى مكتبات أسرته ومكتبته ومكتبة جده خاصة التي كان يمكث بها وقتًا طويلا بين كتب الخيال العلمي التي أسر بها وقرأ أمهات كتب الخيال العلمي مثل "آلة الزمن" و"الرجل الخفي" لويلز و"رحلة إلى مركز الأرض" لجول فيرن, قرأها باللغات الثلاث, ولم يكتف بالقراءة بل شاهد أفلام الخيال العلمي على شرائط , وبذلك كان هذا العام بمثابة صهر وإعداد لفكر وعقل الكاتب نهاد شريف.
هـ- آخرون شجعوه:
رأينا, فيما سبق, أن العوامل التي أكدت المنحى العلمي في أدبه كانت جميعها تنبع من طبيعة الظروف والنشأة وتستمد وجودها من ذاتية الأديب وبيئته, فإننا نرى هنا "شخصيات" ساعدت على تأصيل المنحى العلمي في أدبه وتشكيل فكره وفنه, عن طريق مساعدتها له وتشجيعه.
فبالإضافة إلى جدته لوالده الحكاءة العظيمة, ووالده الذي كان يصطحبه معه في جولاته الفنية, وطالما أخذ برأي نهاد حول لوحاته, وكذلك قريبه الذي كان يعمل في مرصد حلوان وجعله يتطلع إلى السماء والفضاء ومراقبة النجوم والكواكب, وجده الذي أفاده بمكتبته الضخمة, والأستاذ منصور الشوادفى أستاذ اللغة العربية بمدرسة حلوان الثانوية الذي اهتم بإتقان نهاد للغة العربية وصبره على مناقشة ما يدونه من موضوعات إنشائية وما أمد به نهاد من كتب ثقافية ليقرأها, بالإضافة إلى كل هؤلاء, فإن هناك شخصيات أخرى أثرت أيضًا وبشكل كبير في حياته.. منها: الصحفي/صلاح جلال، والناقد/ يوسف الشاروني، والأدباء/ يوسف السباعي، ويحيى حقي، ومصطفى محمود.
4- حول منهج الكتابة:
لكل كاتب منهجه الخاص في الكتابة, وفعل الكتابة عنده له طقوس خاصة, ويختلف هذا المنهج وتلك الطقوس من كاتب إلى آخر, وذلك باختلاف الأمزجة وتنوع فنون الكتابة.
وإذا كانت هناك قاعدة عامة تحكم الكتاب وهي احتياج كل كاتب إلى قلم وورق ومكان هادئ يبدع فيه, فإن كاتب الخيال العلمي يشذ عن تلك القاعدة! نعم يشذ, وبقوة, فبجانب القلم والأوراق, لابد أن يجلس في مكان مليء بالمراجع والمصادر والمعلومات العلمية التي يراجعها ويدرسها طوال فترة كتابة عمله الروائي أو القصصي أو المسرحي.. أي أنه يظل في بحث دائم ودائب وشاق.
ويحدثنا نهاد شريف عن منهجه في الكتابة, ومن أين يستقى أفكاره, وكيف يضعها في قالب أدبي ويقدمها في صياغة فنية, وأهم طقوس الكتابة عنده قائلا:
- منهجي لكتابة نوعية أدب الخيال العلمي شاق.. طويل, ومعقد, وهو منهج يميزه كم مهول من الشك والانفعال يصلان درجة المرض.
- البداية لا تخرج عن خبر أو حديث أو قراءة أو مشاهدة أو التقاط مجرد فكرة عابرة. وما أكثر ما يمر بنا من رؤى وأحداث, وما يجول بخواطرنا من أفكار وتأملات.
على أن معظم أفكاري تأتيني وأنا جالس في شيء متحرك كقطار أو طائرة أو أتوبيس أو سيارة, بل إن معظم ملامح روايتي" قاهر الزمن" تبلورت وتكونت بينما أجلس بمترو حلوان؛ ولذلك فإني أحتفظ دومًا معي بقلم ومفكرة أسجل فيها الأفكار التي تعن لي قبل أن تغيب في غيابة جب النسيان.
- الصياغة الفنية لعمل من الأعمال على عشقي لها هي قمة المعاناة, فبعد أن يبرز أمامي شيء باهت وصغير عندئذ ينشط كياني كله وتبدأ المعاناة: هذه الحقيقة العلمية.. هل يتيسر إخضاعها لعمل درامي؟ كيف؟ وعلى أية صورة ؟وبأي ترتيب؟ فإذا راقتني الفكرة واقتنعت بها بدأت مرحلة البحث والدراسة حول الحقيقة العلمية ذاتها ومدى صحتها وعمقها والأبحاث التي أجريت حولها والآثار التي ترتبت عليها,ثم تجيء مرحلة استشارة المتخصص أو مرحلة ارتياد مكان ما, أو رؤية مقر علمي أو تفقد مؤسسة متخصصة إلى آخر هذه الأشياء الضرورية لاستكمال بحثي, وبعد مدة معينة أبدأ الصياغة أو أنبذ الموضوع من أساسه وأتجه إلى غيره.
فإذا ما قررت الكتابة فإنني على عشقي لها أنزلق إلى قمة المعاناة.. وتتمثل لدى في استدعاء مخزون معلوماتي ومراجعتها وتقليبها وفحصها واستكمالها من مصادر مكتبتي ومستشاريَّ ومن جهات أخرى متخصصة بينما تشتعل طاقات مخيلتي لأقصاها.
وأعطيك نموذجًا..على سبيل المثال: هذا الكوكب القصي الذي يقصده أبطال روايتي. كيف يبدو على البعد وسفينتنا الكونية تقترب منه, ما شكله وتضاريسه, وما يميزه عن غيره, ثم كلما اقتربنا من الكوكب كيف يتضخم منظوره وتتضح تفاصيله ومشاهده.. فإذا ما حان الهبوط كيف تتم هذه العملية الدقيقة حتى تستقر السفينة على الثرى.. ولما يغادر الملاحون-أبطال الرواية- سفينتهم فكيف لهم باستقبال أجواء الكوكب وتكويناته وما به من مخلوقات إن وجدت.
وبعد العموميات لابد من تناول الخصوصيات فما هي أنواع مخلوقات الكوكب كل على حدة ؟ وهل بينها كائنات عاقلة ؟ وهنا نصل إلى واحدة من ذرى النشاط الفكري كوصف لهيئات وتصرفات هذه الكائنات.
الكثير والكثير من أمثال هذه التصورات والاستفسارات تدور في رأسي, لكن مخيلتي لا تبدأ من فراغ وإنما قاعدتها المعلومات العلمية وتنبوءات المتخصصين -كما ذكرت- وإلى أقل وأصغر تفاصيلها.
وقد تعودت أسرتي الصغيرة - زوجة وابنة وابن- على تكرار لجوئي إلى العزلة والصمت والتأمل وطول فترات عزلتي وما يعتريها من اعتكاف أو هو تفرغ كامل حتى أنتهي من كتابة الرواية أو القصة.
وبما أنى كاتب بالغ الدقة والقلق, بل التوجس في أعمالي, فإن إتمام العمل الفني أو تركه إلى عمل غيره لا يتحقق قبل شهرين أو ثلاثة من ختامه, حيث تتلو مرحلة الانتهاء مراحل عدة من قراءة النص مرات, كذلك لا مانع من دراسة مزيد من التفاصيل العلمية أو سؤال مختص حول جزئية فيه, فإذا اقتنعت في النهاية لبذل أقصى طاقاتي استسلمت وقدمت مولودي إلى الناشر وساعتها فقط أحس الراحة والتقط أولى أنفاسي.. إلا أنها ليست راحة مطلقة, فمطلقًا لا يعنى اطمئنانًا واستقرارًا عميقين تجاه أي عمل فني ينشر لي, كيف والمسؤولية ضخمة وخطيرة وأول ما أخشاه نقدي الشخصي لما يخطه قلمي. وهكذا مع كثرة وتعدد مواليدي يتفاقم قلقي وتتأجج عذاباتي.
وعن أهم العادات والتصرفات الخاصة التي يمارسها نهاد شريف وقت الكتابة, يقول:
- أولا أنا إنسان ليلى إذا ما كتبت وربما أكثر ساعاتي انهماكًا عندما ينتهي الإرسال التليفزيوني. أي بعد منتصف الليل وإلى حلول الفجر حيث أجد متعتي الكبرى في مراقبة وتأمل خيوط الضوء الوليد وهي تتسلل من وراء الأفق وعندئذ فقط أتوجه إلى فراشي.
- بدايتي في الغالب عصبية للغاية وهي تستغرق وقتًا طويلا يسودها التبرم وعدم الرضا لكن متى اجتزت معركة بنائها فإن الباقي أكثر سهولة وانسيابًا.
- وأنا أميل إلى الصمت والنظام والسكون المطلق في أغلب أوقات الكتابة خاصة في عمق الليل لكن لا بأس من الاستماع إلى موسيقى كلاسيكية هادئة.
- أدخن البايب بشراهة أثناء الكتابة لكنى لا أتناول أية منبهات.. فقط لجأت إلى الينسون في الشتاء للتدفئة فقط. إلا أن توتري وقلقي أثناء الكتابة كثيرًا ما يجعلني في حالة أشبه باليقظة المتحفزة مما يدفعني في بعض الأحيان إلى تناول مهدئ خفيف لأنام.
- لا أحب الورق المسطر ولا الملون أو السميك. وأملّ الكتابة على الورق كبير الحجم. لذلك فأنا أقسم ورقة الفولسكاب الأبيض نصفين, أما الأقلام فكل لون يدل على المراجعة مرة, لكن البداية دائمًا بالقلم الرصاص.

حمادة هزاع        
شاعر وناقد مصري      
Image may contain: 1 person, closeup

لجنة الحريات باتحاد الكتاب : ندوة الحريات والتنوع الثقافي

لجنة الحريات باتحاد الكتاب : ندوة الحريات والتنوع الثقافي
***************************************************
محمد نجيب مطر: اتحاد الكتاب :29 إبريل 2018
بحضور رئيس لجنة شعبة الحريات الشاعر عبدالناصر الجوهرى، ومقرر اللجنة الدكتور حسام عقل، وأعضاء اللجنة الدكتور مصطفى عبدالغنى، والدكتور حاتم الجوهرى.
أكد الدكنور حسام عقل أن اتحاد الكتاب يمر بمرحلة جديدة لرأب الصدع ولم الشمل بين كتاب هذه النقابة العريقة، وذلك بالاتفاق على الحدود الدنيا والقصوى التي لابد أن يلتزم بها الجميع وترك مساحات من الحرية في الاختلاف والتنوع لأنها سنة الله في خلقه، وأكد على أن الحرية ليست الفوضى بل هي مسئولية.
ورحب الدكتور بالفنان عز الدين نجيب وقال بأنه كان أديباً سردياً متميزاً، وله إنتاج متنوع قبل أن يحسم خياراته ويتفرغ للفن التشكيلي.
تحدث المفكر أحمد بهاء الدين عت الحرية باعتبارها أصل الداء والدواء، فلا ابداع ، و لا حضارة ولا تقدم و لا أمل بدونها، وأضاف أن حال الحرية هذه الأيام أسوأ من حالها في بدايات القرن، وأكد أن قدر مصر أن تكون متنوعة الثقافة وسطية، فلقد احتلها افغريق والرومان، ثم أتاها العرب برسالة الإسلام، وربط اليحر بأوروبا الحديثة فتنوعت ثقافتها وحضارتها، وأن من يريد تغيير هويتها فهو كمن ينطح في الصخر.
وقال أن القضية التي يجب أن نتجمع عليها إقامة دولة ديمقراطية مدنية حديثة، وثمن جهود القوات المسلحة في مكافحة الارهاب، ولكنه أضاف أن الحل الأمني رغم أهميته لن يمكنه وحده حل المشكلة، لأن الارهاب فكر قبل أن يكون قنبلة، ولهذا على المثقفين دور كبير بدحر الارهاب بالفكر والوعي والمنطق السليم.
وقال بأن الإعلام المصري في الفترة يتلقى توجيهاته من من جهات رسمية، ولابد من دق ناقوس الخطر لعودة الناس لمشاهدة قنوات مكملين والشرق.
وأعرب الفنان عز الدين نجيب المكرم من قبل الاتحاد في الندوة عن سعادته لتمريمه لأول مرة باتحاد الكتاب لأنه من الجيل المؤسس ورقم عضويته 27 جيل الستينات و لا يعرف أحد كم عانى هؤلاء من أجل إقامة هذا الصرح.
وتحدث الدكتور مصطفى عبد الغني عن القدس وأهيتها للعالم العربي وافسلامي وأشار إلى المخاطر التي تحيط بها بعد قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إليها، وقال بأن مقتل البطش في إندونسيا يذكرة بمقتل المفكر المصري الراحل جمال حمدان عندما أثبت بكل الدلائل العلمية أن يهود أوروبا ليست لهم أي علاقة بيهود بني إسرائيل.
دارت العديد من المداخلات فركزت الدكتور عزيزة بدر على قضية الوعي التي تسبق التقدم والرقي لكنها لا تأتي بغتة بل تأتي بالتدريج.
وتساءلت الفنانة نهال وهبي .. ماذا نفعل بالحرية عندما نحصل عليها؟؟؟
Image may contain: 3 people 

Image may contain: 2 people, people sitting and indoor 

Image may contain: 5 people, people sitting and closeup

السبت، 28 أبريل 2018

السيد 'هومو' رجل السبانخ بين المطرقة والسندان : بقلم: خالد جودة أحمد

السيد 'هومو' رجل السبانخ بين المطرقة والسندان
*******************************************
رواية صبري موسى لا تتحدث عن عالم مجهول أو تطورات علمية مذهلة، بل علم مفرداته وعناصره قد تم تطبيقها.
 يشغل المستقبل أفئدة الناس، ويحاولون سبر وغوره، وطرق طرقاته المجهولة بوسائل متعددة منذ عهود البشرية الأولي. وفي عالمنا المعاصر تأسس علم "المستقبليات" للإجابة عن أسئلة حائرة تبحث عن الاستقرار، وكما كان للعلم هذا الدور في بصيرة المستقبل، كان للأدب محاولاته كذلك،
يتحدث الكاتب رفقي بدوي عن استشراف "الآن القريب"، لدي نقده للرواية المهمة والتي ترقي للعالمية قولًا واحدًا، "السيد من حقل السبانخ" للكاتب الراحل صبرى موسى، يقول: إنها رواية مستقبلية، هكذا منحها الكاتب تلك الصفة، وأرى أنها رواية "الآن" حيث إن الوقائع في تحليلها تعطي نتائج المستقبل، طالما أن المقدمات صحيحة، فالنتيجة منطقيًا صحيحة حيث نتائج الهندسة الوراثية وعلومها، والفضاء، وصعود الإنسان على سطح الكواكب، والتفجيرات الذرية في الماضي والآن، يحيل إلى الآن القادم القريب، بسيطرة الإنسان علي الفضاء والإقامة فيه كملاذ بعد انتفاء الحياة على الأرض الخراب – نتيجة للحرب الإلكترونية المتوقعة - في الآن القريب.
نحن نقرأ الرواية ونقرأ الآن (الواقع) والآن القريب (المستقبل)، ليست رواية تتحدث عن عالم مجهول أو تطورات علمية مذهلة، بل علم مفرداته وعناصره قد تم تطبيقها، وهو في مسيرته لا نكوص ... يقوم العقل باستشراف الآن القريب، وقد تولد لديه حزن علي مصيره المحتوم.
وما سبق نموذج حول الفرق بين النبوءة والاستشراف، فالمفهوم الأخير يجني الشواهد والفروض العلمية، ويؤسس عنها ويثمرها بالخيال الأدبي ليكون الاستشراف المستقبلي، أي يرصد ظاهرة علمية آخذة في النمو والوضوح، لتشكل بعد ذلك اتجاهًا يؤثر أبلغ الأثر في حياة الإنسانية، وهنا يتحقق الدور المهم والذي يعد من أهم ادوار المبدع الثقافية على المستوى الاجتماعي، حيث يمثل دور "زرقاء اليمامة" التي تحذر قومها من أخطار قادمة رغم خفائها وتسترها إلا للعين المبدعة ذات البصيرة النافذة، ويبدو هذا في قمة الأهمية في التوقيت المرتبط بهذا الاستشراف، فكلنا يداهمه الخطر ويجرفه الطوفان لدى اشتعاله وغضبه القريب، لكن فارق التوقيت وملكة الخيال هي التي تعبد الطريق نحو بناء سيناريوهات للتعامل مع الآن القريب، الأمر الذي لفت نظر الناثر والشاعر نزار قباني ليصف دور المبدع والكاتب النبيل بأنه جهاز الرصد الذي يرصد نبض الزلزال قبل نشوبه، وأنه يسبق في ذلك الآخرين ولو بنصف ثانية.
ومن جزئية إيضاح الفرق بين النبوءة والاستشراف، يستند البعض للتفرقة أيضًا بين القصة العلمية وقصة الخيال العلمي، فالنوع الأول تقدم الظاهرة العلمية في ثوب أدبي، فهي قصة تعليمية لها بعدها التربوي، وتستعمل على سبيل المنهج للتدريس وتقريب المفاهيم العلمية لشداتها النبلاء، وتلك القصة مقدرة ولها مكانتها وأهميتها، ولكن النوع الآخر يرتقي في أهميته من كونه لا يستند وفقط لفرضية علمية ماثلة في الواقع بل يؤسس عنها عالمًا روائيًا خصبًا جديدًا يزخر بالتفاصيل المشوقة، وقد عبر عنها الناقد د. عبدالبديع عبدالله في مقاله المعنون: "مأساة المتمرد هومو في رواية السيد من حقل السبانخ".
ونسرد جوانب من هذه العوالم كما وردت بالمقال بتصرف: "... والرواية لم تقف عند حدود رسم أشكال حياة غير مألوفة بل أعطت الكثير من الاختراعات الآلية والمعملية لإثارة الخيال الإنساني، وعدد الناقد تلك الصور من المعمورة البشرية الحديثة أو البيضة الكبري البلاستيكية المعلقة في الفضاء بعد الحرب الإلكترونية الأولى، وحقل الاستنبات الضوئي القائم بإنتاج السبانخ بلا عيدان، والسيارة الكبسولة، والقطار الهوائي، ومتحف البشرية البائدة من ناطحات سحاب خربة، ومستشفيات لتجريب الحقن التي تحوي ميكروبات تلك الحضارة المنهارة والاستمتاع بتلك الأمراض الأرضية ثم العلاج والنقاهة، والاستنساخ من خلال الزواج المعملي، وتوليد الطاقة من أشعة الشمس وإذابة الغيوم الكثيفة بأجهزة إشعاعية وتحويلها إلى طاقة تمتصها فوهات الأجهزة المحيطة بمنشآت منطقة الفيوم، والعقل الإلكتروني الشامل الذي يعرف كل شيء ويجيب عن كل سؤال، والآلات التي تخترع نفسها وتطور نفسها بنفسها، وأجهزة التتبع الفورية، وتطوير الأقمار الصناعية، وملهى المناقشات العامة، وصالون الحب الحر، ...".
أما الناقد حسين عيد ففي مقاله المعنون: "قراءة في رواية السيد من حقل السبانخ أو يوتوبيا عصر العلم"، فيقدم الشكل التوضيحي للهيكل الإداري لكوكب الأرض في القرن الرابع والعشرين، موضحًا تفريعات اللجان الرئيسية والمناطق والأقاليم، والذي صاغه من أجواء الرواية وعوالمها الخصبة.









وهنا نأتي للتفرقة الثالثة بين أدب الخيال العلمي والفانتازيا، حيث يرى البعض أن "الفانتازيا" أدب الخيال المحض أو الموغل في الخيال يفارق أدب الخيال العلمي، حيث لا يقوم على حقيقة علمية نابضة في الحاضر، بل يقدم ما يفارق الواقع ويناهضه ويخرج عن التصديق، بينما يرى المتحمسون لهذا النوع من الأدب أنه يقدم خيالًا لكن عينه على الواقع شارحًا مشكلاته من طريق غير مباشر، وأن الخيال ملح الحياة عندما تحتدم وتتأزم سبل الوجود الإنساني الكريم، وربما يفسر هذا سر الكتابة الجديدة في هذا المجال وفئة الشباب في الإقبال على هذا اللون قراءة وتأليفًا.
ولا شك أن هناك تفريعات وأنواعًا منوعه في رحاب الفانتازيا، فمنها الراقية والكوكبية والمظلمة، لكن السمت للبنية الروائية في تلك الروايات يأتي من بناء عوالم روائية عجائبية ومطولة وجديدة مفعمة بالتفاصيل الكثيفة جدًا، وبناء عوالم الرواية معلوم للروائي بصفة عامة، لكنه في الفانتازيا لازما وزاخرا لدرجة صدور كتب مستقلة خاصة بتلك العوالم والأجناس والأماكن والأزمنه إلى آخر تلك التفاصيل المدهشة، حيث هذه الروايات من هذا اللون تصدر في أجزاء مسلسلة.
وفي رواية السيد "هومو" نجد هذا البناء الغرائبي المحكم للمستقبل بشكل أثار انتباه النقاد، وترحيبهم وسخائهم في مديح حقيقي للرواية، وقد يلجأ الدارس للتمييز بين المفاهيم لتحقيق سهولة الدرس الأدبي، لكن من وجهة نظري أن سرد الخيال العلمي، يشتمل نصيبًا، ويحوي مزيجًا من خليط فانتازي ساحر أيضًا ولو من خلال تلك العوالم السخية في بعض أجزائها، وحيث يصعب في بعض النصوص فصل مكونات هذا المزيج المبهر الذي يشير للموهبة الأدبية.
وتبقي الخاتمة التي وصفها الناقد د. عمر شهريار في مقاله المعنون: "الإنسان الملاك.. والخروج من فردوس عصر العسل"، حيث قال: "تأتي نهاية الرواية لتكسر أفق توقع القراء، حيث يكتشف الخارجون أنهم خرجوا إلى عالم لا يمكن العيش فيه، حيث أصبحت الطبيعة متوحشة بشكل مذهل، نتيجة الإشعاعات التي لوثت الكرة الأرضية في الحرب الإلكترونية، فالنباتات أصبحت متوحشة وتلتهم ما حولها من كائنات، والسحب تمر محملة بدرجة حرارة غير عادية تحرق كل الكائنات، وبمجرد مرورها تنمو هذه النباتات بسرعة غير عادية، فقد تغيرت الطبيعة بشكل جذري".
وأشار النقاد حينما وضعوا "هومو" تحت مجهر النقد الأدبي إلي فكرة "التشيؤ" وقتل الإنسانية، ولهم الحق حيث تحول الإنسان إلي شيء تحكمه الآلة ينضب فؤاده من المشاعر الإنسانية، وروحه من الوجدان الحي الفاعل، في ظل تقدم علمي يحيل الإنسانية إلى نمطية بغيضة، وإحكام تراتبي ممل، ونفي للمغامرة المحبوبة التي تشعل رغبة الحياة.
وأرى أن السيد "هومو" وقع بين مطرقة هذا التقدم العلمي العاصف والمقولب للإنسانية ومسخها لتنحدر نحو الآلية، وبين سندان التوحش البدائي للبشرية المنهارة، وتلك الطبيعة الجهمة المخيفة المفترسة الملوثة.
إن ضمير الرواية في تأويلي – والتأويل حق أصيل للقارئ - تحذيري يقول للإنسانية أن تنتبه للتقدم العلمي لتجعله أكثر إنسانية، فيكون وسطًا بين صوبة الأحلام القاتلة للروح، والطبيعة الفاقدة لسحرها الذي تغنت بها مواكب جبران وفيروز يومًا:
ليس في الغابات حزنٌ.. لا ولا فيها الهمومْ
فإذا هبّ نسيمٌ.. لم تجىءْ معه السمومْ
ليس حزن النفس إلا.. ظلُّ وهمٍ لا يدومْ
وغيوم النفس تبدو.. من ثناياها النجومْ
أعطني الناي وغنِّ.. فالغنا يمحو المحنْ
وأنين الناي يبقى.. بعد أن يفنى الزمنْ.




ندوة شعبة الخيال العلمي: السيد من حقل السبانخ للكاتب صبري موسى

من ندوة شعبة الخيال العلمي: السيد من حقل السبانخ للكاتب صبري موسى
********************************************************************
محمد نجيب مطر: اتحاد الكتاب : 2018/4/24
أثرت الصحفية أنس الوجود حرم الراحل صبري موسى والكاتبة والمترجمة الأستاذة الكبيرة زينب موسى أخت الكاتب الكبير صبري موسى الندوة بمداخلات ثرية عن الحياة الشخصية للكاتب وبينت بأنه كان بالفعل يحب أكل السبانخ بأكثر من طريقة، وتحدثت عن أخلاقيات هذا الجيل من الأدباء والتعامل الإنساني والأخلاقي بينهم، وأن الكاتب عاشق للصحاري وجال فيها وكتب عن أهميتها مما دفع المسئولين في الحقبة الناصرية يأخذ كتاباته بمأخذ الجد وتنفيذ المشروعات التي أشار إليها الكاتب.
تحدثت الأستاذة إيمان نهاد شريف أن الرواية مشبعة بالخيال العلمي من أول حرف فيها إلى آخر سطر، وأن خطر سيطرة الروبوتات على مستقبل الإنسان تناولها والدها الأديب نهاد شريف في بعض أعماله.
تحدثت الكاتبة حبيبة المصري عن نظام الحياة في المستقبل كما تناوله الكاتب وكم وفر من راحة مادية لسكان الكوكب، ولكنها أضافت بأنه لا يكفي للإنسان أن يكون مجرد ترس في آلة عملاقة لا يدري من أمرها شئ.
تساءلت الكاتبة والناقدة عبير عبد الله عن جدوى توفير المتطلبات المادية للبشر على حساب حياته الروحية، وهل يمكن أن تكون وحدها مصدر السعادة للإنسان؟ هل يكفي إشباع الرغبات حنى تصل إلى حالة من الافتراس أو التوحش الجنسي مثلا؟
وقال الكاتب محمد نجيب أن العنوان استفزه فقرأ عن أوراق السبانخ فوجد أنها تحمل تقريباً كل العتاصر الغذائية المطلوية للجسم، وأضاف بأن مسلسلات الأطفال الأجنبية كانت بالفعل تؤكد أن السبانخ مصدر القوة.
كما أشار بأن الإهداء ربما يشير إلى نظرية الكوانتم التي قالت بأن تغيير المستقبل يغير من الحاضر والماضي على عكس المنطق الذي يقول بأن تغيير الحاضر يغير المستقبل
كما أشار بأن كلمة هومو تعني الإنسان كمخلوق يمثل قمة الهرم التطوري .. وهو يرمز إلى الإنسان ... أي إنسان.
وأكد أن نظرية الاستنبات الضوئي تقول بأنه يمكن استنساخ الأجزاء المفيدة من الحيوانات أو البباتات فيمكن الحصول على أوراق بدون سيقان للنبات .. وأن التجارب الأولية حققت بعض النجاح، وأن البذرة يحب أن تحجب عن الضوء أثناء نموها كما يحدث في الطبيعة.
كما قال بأن عملية استنساخ البشر تتم في سرية تامة في عدة معامل أبحاث منتشرة حول العالم، مما يدل على أن الكاتب سبق عصره في استشراف المستقبل.
وقال بأن شكل الحياة على الأرض بعد الكارثة النووية يشبه إلى حد كبير المستعمرات التي يخططون لها لكي تكون في المريخ.
وأضافت الدكتور عطيات أبو العينين أن التقنيات التي تنبأ بها الكاتب تحقق بالفعل منها الكثير، وتحقق البعض منها في أشكال أخرى مما يؤكد أن الخيال العلمي يسبق العلم ويمهد له الطريق.
من الحضور د السيد نجم والأديبة نادية الكيلاني والكاتبة فايزة شرف الدين والكاتبة فاطمة فؤد ود. محمد عصفور .. والعديد من المهتمين بأدب الخيال العلمي.. أدار الندوة د صلاح معاطي رئيس شعبة الخيال العلمي باتحاد الكتاب
Image may contain: ‎‎11 people, ‎including ‎محمد نجيب مطر‎ and ‎فاطمه فؤاد‎‎‎, people smiling, people standing and indoor‎
Image may contain: 2 people, people sitting and indoor.

افتتاح شعبة الخيال العلمي في مؤسسة عبد القادر الحسيني الثقافية

افتتاح شعبة الخيال العلمي في مؤسسة عبد القادر الحسيني الثقافية
*************************************************************
محمد نجيب مطر: مؤسسة الحسيني
افتتح الأستاذ عبد القادر الحسيني والدكتور/يسري عبد الغني والكاتب/ محمد نجيب مطر .. شعبة الخيال العلمي يوم الخميس الموافق 26 إبريل 2018
بعد الترحيب بالضيوف بدأ الكاتب الشاب أحمد المهدي في الحديث عن عميد أدب الخيال العلمي العربي الأستاذ نهاد شريف، بعدها قدم المهندس محمد نجيب للندوة بقوله أنه من حسن الاختيار أن نبدأ عمل الشعبة باستعراض أدب الخيال العلمي عند نهاد شريف، وأن نبدأ بمجموعة رقم 4 يأمركم وهي من أفضل ما كتب نهاد شريف .
عرف الدكتور يسري عبد الغني الشباب بنفسه، فقال : أنه من مواليد القاهرة 1952 باحث ومحاضر في الدراسات العربية والإسلامية والتاريخية وللدراسات الإنسانية والحضارية والعربية والإسلامية والمقارنية في أكثر من معهد وجامعة بمصر، خبير في مجال المعلومات والمكتبات والتاريخ الثقافي.
عمل مدرساً بوزارة التربية والتعليم المصرية (1975-1981)، ثم عمل باحثاً ومحاضراً بوزارة الثقافة المصرية (1981 - 1993)، ومدير لتحرير أكثر من مجلة ثقافية تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، منها: ( مجلة الجديد، مجلة المسرح القديمة، مجلة القاهرة، مجلة عالم الكتاب، مجلة عالم القصة، مجلة علم النفس، مجلة التراث الشعبي).
بدأ الدكتور الحديث بقوله أن نهاد شريف سيظل مرجعاً أساسياً لكتاب الخيال العلمي العرب، وقال أنه عندما بدأ نهاد شريف في كتابة هذا النوع من الأدب هاجمه النقاد بأن أدبه يميل إلى المقالة وأن أسلوبه تقريري ورد الدكتور بأن تداخل الأجناس الأدبية واقع يفرض نفسه على الثقافة الحديثة مثل الشعر المسرحي والسرد المقالي ... وفي الحقيقة أن أدب الخيال العلمي قد يتضمن المقال كما في قصة رقم 4 يأمركم في البيان الذي سمعه البشر من سكان الكوكب الرابع وأن ادب الحيال العلمي قد يتطلب أحياناً بعض التقريرية لأنه يتحدث في مشاكل علمية.
وقال الدكتور أن الساحة بحاجة إلى نقاد متخصصين في أدب الخيال العلمي يجمعون بين فن السرد والعلم.
كما أكد على أن نهاد شريف سبق عصره، فعلى سبيل المثال قصة القصر سبقت مسلسلات وأفلام الزومبي بزمن طويل، كما سبقت قصة حذار إنه قادم قصة أنا روبوت لأسيموف.
وطالب الدكتور بعمل دراسة في الشعبة الجديدة عن أدب الخيال العلمي عند نهاد شريف على أن تعرض في مؤتمر في شهر يناير تاريخ ميلاد الكاتب الكبير.
كما اعاد الدكتور التركيز على أن أدب الخيال العمي له جذور قوية في الأدب العربي التراثي، ويجب أن ينقب الباحثون لدراسة هذه الجذور أو اابذور
وأكد على ضورة القراءة الموسوعية لكاتب الخيال العلمي في المجالات الأدبية والعلمية على حد سواء و لا سيما في مجال التطورات التكنولوجية الحديثة. وقال الدكتور أن في فرنسا وحدها يوجد أكثر من ثلاثمائة وثمانين جمعية لأدب الخيال العلمي وفي أوروبا أكثر من أربعين مجلة تكتب في الخيال العلمي.
وختم الدكتور حديثه بأن أدب وسينما الخيال العلمي لم تعد ترفاً أو وسيلة للتسلية والإثارة وإنما أصبحت وسيلة الاستراتيجيون لوضع سيناريوهات الخطط الحربية والاكتشافات العلمية، وأثنى على الشباب الحاضر وقال بأن ادب الخيال العلمي هو أدب الشباب لأنه أدب المستقبل.



صالون الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي العاشر : رواية 2063 للكاتب الشاب/معتز حسانين

صالون الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي العاشر : رواية 2063 للكاتب الشاب/معتز حسانين
*************************************************************************************
محمد نجيب مطر: من صالون الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي بمدينة نصر

تأثر الصالون كثيراً بغياب مؤسس الجمعية الدكتور حسام الزمبيلي وأثبت الحال أنه يمثل لبنة أساسية في الصالون الذي لا تقوم له قائمة بدونه
في البداية رحب محمد نجيب مطر بالحاضرين وبالنقاد، وبدأ الصالون بكلمة من الكاتب أحمد المهدي أبن فيها الكاتب أحمد خالد توفيق وأعماله، وبين مدى تأثيره في جيل كامل من شباب مصر.
أعطيت الكلمة للكاتب ليبدأ بالتعريف بالرواية وأحداثها، وزمن تأليفها لمدة 7 دقائق.
بعدها بدات الجلسة النقدية من الأستاذ خالد جودة وقال بأن الرواية الصغيرة (النوفيللا) أو القصة القصيرة أو القصة الطويلة .. كلها أجناس أدبية يمكن أن تقع الرواية أو القصة تحت واحدة منها.
وأشار أن الرواية هي إرهاصات عن الخرس المجتمعي الذي تصمت فيها الأفواه وتتكلم العيون كما في عبارات الرواية، لكن هذا الخرس سرعان مايذوب بمجرد ظهور فريق الفردوس المقاوم للسلطة فتتحرك المشاعر وتتكلم العواطف....
ويظهر في الرواية ما يسمى بالمجايلة ... أي صراع الأجيال بسبب الجيل الأسبق الذي تسببت تصرفاته في حدوث الكارثة، فالابن لم يتأثر بانتحار الأب لأنه في نظره ميت أثناء حياته، و هو لا يفهم سر التصرفات البلهاء لهذا الجيل الغريب، مثل أهمية االاحتفاظ بالكتب وهي أشد خطراً من المخدرات، وأنه يتبرأ من فعل أبيه.
وقال بأن الرواية تذكره برواية عظيمة لكاتب عظيم هو الأستاذ صبري موسى -- بعنوان السيد من حقل السبانخ، ولكن الرواية 2063 تتميز عنها بأنها تفتح باباً للأمل في حين أن رواية السيد من حقل السبانخ أغلقت باب الأمل لأن الزمن لا يعود إلى الخلف.كما جاء في الرواية.
أما الناقد زكريا صبح فوصف الرواية بأنها صرخة شاب عاش ثورة عظيمة أحيت فيه آمال كبار ثم انتكست، وأن أدب ثورة يناير ما زال في الطريق حتى تصحح الثورة أوضاعها وتحقق أهدافها.
وأخذ الناقد على الرواية افتقادها لوصف الشخصيات ولأن الرواية لابد من أن يكون فيها إشباع لوصف الأحداث والشخصيات لأنها تثري العمل الأدبي وتجعل القارئ يعايش أحداث الرواية ويرى شخوصها.. وعلى سبيل المثال ... فهو لا يعرف لماذا ظهرت شخصية الرجل الذي زامله في اختبارات رضا المواطن.
وأشار بأن عملية قياس الرضا عن النظام كان من الواجب التركيز عليها من الناحية العلمية والعملية لأننا بصدد رواية خيال علمي.
وقال أن البطل في الرواية ليست الشخصيات وإنما الأفكار التي صاغها المؤلف،لأنه في حالة الاستقرار تكون البطولة للشخصيات وفي حالة الاضطراب تكون البطولة للأحداث..
وأكد أن الحوار احتوى على عبارات مستهلكة مثل تباً لك .. عليك اللعنة .. وتمنى على الكاتب أن يراعي الحوار مستوى الشخصيات والأحداث وأن يتوقع حوار للمستقبل و لا يكررالجمل التي أكل عليها لزمان وشرب.
عقب المهندس محمد نجيب أنه يرى أنه كان على المؤلف أن يستخدم بلداً رمزياً ولتكن عربستان مثلاً وأن يصف الثورات بالربيع العربي مثلاً بدل من ثورة يناير ففي الغموض إثارة وحياة، فالقصة تقريباً واحدة في كل دول الربيع العربي والجرح واحد وإن اختلفت بعض التفاصيل.
حدثت مداخلات ثرية بين الكاتب والجمهور، ثم تفرق على أمل اللقاء في الصالون القادم في رواية أوزيراك للمهندس محمد نجيب مطر بعد أخذ الصور التذكارية
2

الجمعة، 20 أبريل 2018

انطباعات نقدية عن رواية : 2063 للكاتب الشاب : معتز صابر

انطباعات نقدية عن رواية : 2063 للكاتب الشاب : معتز حسانين
====================================
1- عنوان الرواية وهو إحدى العتبات المهمة للنص عدد ربما يشير إلى رقم سنة وهو تاريخ قريب إلى حد ما اقل من قرن، وتلك الموجة من العناوين المرقمة كثيرة في الوقت الحالي نذكر منها:
• 1984، هي رواية ديستوبية من تأليف جورج أورويل نشرت سنة 1949. تقع أحداث الرواية في إيرستريب 1 ، وهي مقاطعة من دولة عظمى تدعى أوشينيا، في عالم لا تهدأ فيه الحرب والرقابة الحكومية والتلاعب بالجماهير. ترزح تلك المقاطعة تحت نير نظام سياسي يدعو نفسه بالاشتراكية الإنجليزية وتملك زمامه نخبة أعضاء الحزب الداخلي الذين يلاحقون الفردية والتفكير الحر بوصفها جرائم فكر. يُجسَّد الأخ الكبير طغيان النظام، وهو قائد يحكم كزعيم لا يأتيه الحق من بين يديه ولا من خلفه، يسعى الحزب للسلطة لا لشئ سوى لذاتها، لا لمصلحة الآخرين، أما بطل الرواية، وينستون سميث، فهو عضو في الحزب الخارجي وموظف في وزارة الحقيقة المسؤولة عن الدعاية ومراجعة التاريخ؛ وعمله هو إعادة كتابة المقالات القديمة وتغيير الحقائق التاريخية بحيث تتفق مع ما يعلنه الحزب على الدوام، يتلقى الموظفون في وزارة الحقيقة تعليمات تحدد التصحيحات المطلوبة، وتصفها بالتعديلات عوضًا عن التزييفات والأكاذيب. كما يعكف جزء كبير من الوزارة على تدمير المستندات الأصلية التي لا تتضمن تلك التعديلات. وبذلك يذهب الدليل على كذب الحكومة أدراج الرياح. يجتهد وينستون في عمله ويؤديه على أكمل وجه، مع أنه يبغض الحزب سرًا ويحلم بإضرام ثورة على الأخ الكبير.
• 20000 ألف فرسخ تحت الماء لجول فيرن والتي تحكي عن السفن التجارية التي كانت تختفي في عرض المحيطات، أو تتحطم وتغرق، لايعرف أحد سبب ذلك. تبين أن وحشاً بحرياً لا مثيل له وراء هذه الجرائم وتنطلق إحدى السفن الحربية لمطاردته عبر فرقاطة تدعى أبراهام لنكولن تكتشف أنه ليس وحشا بحريا إنما غواصة جبارة اسمها النوتيلوس ويتعلق بها نيد والبروفيسير بطلا القصة ويقرر قائد الغواصة الكابتن نيمو ان يحتجزهما إلى الابد ويعاملهما معاملة طيبة وودودة كان ذلك مفيدا للبروفيسور حيث انة سيرى عجائب المحيطات اما بالنسبة لنيد فقد كان يريد الهرب وفي النهاية يقرر نيد والبروفيسير الهرب ويخططان لذلك وتبدا رحلة الهرب من النوتيلوس
• كذلك رواية فهرنهايت 451 لراي برادلي - تحكي عن قصة نظام شمولي يقوم بغزو العالم في المستقبل ويجعل التلفزيون دعاية سياسية له ويقوم بحرق الكتب على درجة 451 فهرنهايت. بطل الرواية هو رجل الإطفاء "مونتياج" يلتقي صدفة بجارته المثقفة وتدعى كلاريس وقد قامت بجذبه وإقناعة بقراءة رواية جميلة حيث كانت النتيجة سريعة إذ وقع مونتياج في حب التراث الإنساني العريق الذي لم يكن يعلم عنه لولا كلاريس. وبالتدريج تمرد هو أيضا على السلطة. هذه الرواية هي رد من راي برادبري على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السيناتور جوزيف مكارثي على الكتاب والمثقفين في أمريكا.
2. نعود إلى روايتنا التي تقع في 52 صفحة والتي تنتمي إلى الرواية القصيرة وغلافها مرسوم عليه رصيف على بحر هادئ واسع، وكنت أفضل لو استبدله بقطاؤ في الصحراء القاحلة كما تقول سطور الرواية
3. عنوان الرواية (عتبة النص الأساسية) يشير إلى رقم السنة التي يحكي فيها الراوي حكايته، وهي مدة قصيرة نسبياً أقل من سنوات القرن الواحد (85 عاماً).
4. بدا الكاتب الرواية بمقدمة طويلة نسبياً يشرح فيها عن الخيال العلمي والدستوبيا وكانت تحمل خطئاً تاريخيا فلم يبدأ الخيال العلمي العربي عام 2008.
5 الراوي هنا مشارك في الأحداث وضالع في صراعاتها ولهذا اختار ضمير المتكلم ، وهو يسير قبل الشخصيات يستكشف الأحداث، فالراوي أكبر من الشخصيات..
6. الراوي ناقم على الجيل الذي سبقه لأنه كان السبب في المأساة التي يعيشها الجيل الحالي ويظهر ذلك في أكثر من موقع بالقصة .. حينما يتكلم عن أبيه لم يحزن لانتحاره .. فهو في الأصل ميت منذ زمن ,, وأنه يتبرأ منه .. ويندهش من تصرفات الكبار البلهاء .. ويصفه بالجيل الذي صنع الكارثة.
7. الراوي ينصف جيله الذي ثار وحاول ولكنه في النهاية مات، يذكرنا ذلك برواية (يوم مقتل الزعيم) لنجيب محفوظ ، الذي حكى القصة من منظور الجد ومنظور الحفيد، وتجاهل دور الجيال الأوسط المنسحق، ويسمى هذا بالتبئير(التركيز) المتنوع.
8. يشير الكاتب إلى المأساة وضرب القنبلة النووية على القاهرة والجيزة ومقتل الملايين واحتلال البلاد وتوفير حياة طيبة لأهل البلاد ... لكن في مقابل الحرية و الأسوار ..
9. كأن الكاتب يريد أن يقول إما أن ترضى بالنظام من داخلك أو تموت و لا سبيل للهرب، ولكن هل الهرب فياتجاه الصحراء يعني أن الأمل في تنمية صحراء مصر .. أم للكاتب قصد آخر.
10. تعاني القصة من قلة الشخصيات ... الراوي يوسف ورفيقته هبة اسماعيل والمنقذة مي والموظف أشرف .. لكن هل للأسماء دلالات ... هل أنبياء الأنبياء يوسف واسماعيل هم الذين سينقذون الوطن ...

من الأفكار العلمية في رواية السيد من حقل السبانخ للكاتب صبري موسى

أفكار علمية تناولتها رواية : السيد من حقل السبانخ
************************************************

السيد هومو في الرواية ربما يرمز إلى الإنسان العاقل الأول "هومو سابينس" ارتحل من أفريقيا وتزاوج مع إنسان النياندرتال
ذكرت أبحاث حديثة أن الرحلة الأولى للإنسان العاقل (هومو سابينس) من أفريقيا كانت قبل نحو 100 ألف عام وباتجاه الشرق الأوسط وحدث هناك أول تزاوج داخلي بين النوع البشري (هومو سابينس) وإنسان النياندرتال.
تطرح الأبحاث التي توضح حدوث تزاوج داخلي بين النوع البشري (هومو سابينس) أو الإنسان العاقل وإنسان النياندرتال منذ نحو 100 ألف عام، أدلة مثيرة على أن الإنسان الحديث ارتحل من القارة الأفريقية في وقت أقدم بكثير مما كان يعتقد من قبل على الرغم من أنه يبدو أن هذه الرحلة باءت بالفشل.
وقال العلماء إن تحليلا للجينوم أو الطاقم الوراثي الخاص بأنثى من النياندرتال، عثر عليها في حفريات لبقاياها في كهف بجبال أتلاي في جنوب سيبيريا قرب منطقة الحدود بين روسيا ومنغوليا، رصد بقايا من الحمض النووي (دي إن أيه) من الإنسان العاقل ما يبرهن على حدوث التزاوج الداخلي أو زواج الأقارب بين هذا الإنسان وأقرب أولاد عمومته من إنسان النياندرتال.
قال عالم الوراثة مارتن كولفيلم بجامعة بومبيو فابرا باسبانيا، الذي شارك في الدراسة التي أجراها باحثو معهد ماكس بلانك، إن السيناريو الأكثر ترجيحا الذي يفسر وجود بقايا الحمض النووي للإنسان العاقل في جينوم أنثى النياندرتال هو أن عشائر محدودة من جنسنا البشري ارتحلت خارج أفريقيا وصادفت عشائر من النياندرتال في الشرق الأوسط وحدث التزاوج بين النوعين هناك.
ويبدو أن هذه الرحلة قد كتب عليها الفشل حسب قول الباحثين وتشتت هذه العشائر عقب خروجها من أفريقيا ولم تتوجه أنسالها لاستعمار أوروبا أو آسيا أو بقاع أخرى أبعد من ذلك. وقال كولفيلم "لا ندري ما حدث لهم لكن يرجح أن هذه العشائر انقرضت إما بسبب التغيرات البيئية وإما نظرا لاحتمال حدوث منافسة مباشرة مع النياندرتال".
وعلى الرغم من السمعة التي عفا عليها الزمن القائلة بأن إنسان النياندرتال كان أخرق ومتواضع القدرات الذهنية يقول العلماء إنه كان يتمتع بتوقد الذكاء وبقدرات ماهرة في الصيد وربما يكون قد استخدم لغة للتخاطب والتواصل والإشارات الرمزية علاوة على القدرة على استئناس النار.
وترك زواج الأقارب بين إنسان النياندرتال والإنسان العاقل آثارا لا تمحى على الوراثة البشرية إذ كشفت دراسة نشرت الأسبوع الماضي بدورية (نيتشر) وجود صلة بين بقايا الحمض النووي في جينوم الإنسان الحديث ووجود سمات بالبشر مثل الاكتئاب وإدمان النيكوتين وتجلط الدم وحدوث تلف في البشرة

Image may contain: one or more people, beard and closeup.

من الإشارات العلمية في رواية : السيد من حقل السبانخ.. للكاتب صبري موسى

الإشارات العلمية في رواية: السيد من حقل السبانخ : الاستنبات الضوئي
*******************************************************************
No automatic alt text available.
وردت لفظة الاستنبات الضوئي في الصفحة التاسعة من الرواية .. كجملة تدلل على التقدم العلمي في مستقبل الأيام .. وقد طبقت بالفعل تلك التقنيات على مدى واسع هذه الأيام .. ولهذا نود أن نلقي الضوء عليها:
يبدأ مشوار الاستنبات بنقع البذور التي لا تحتاج إلى الضوء إطلاقا في الـ 48ساعة الأولى من حياة المستنبت حيث أشار علماء الإنبات على ضرورة محاكاة الطبيعة حيث يتم رمي البذور ودفنها في التربة بعيدا عن الضوء وفي ظروف رطوبية محددة حتى تستطيع بكتيريا الإنبات ممارسة نشاطها لتفعيل الإنبات وهي بكتيريا تنشط في عدم وجود الضوء ثم تأتي المرحلة الرئيسية للإنبات والتي تحتاج إلى الإضاءة بشكل متدرج حيث تزداد تدريجيا بزيادة عمر المستنبت أي أن الإضاءة الأعلى بالحد المناسب طبعا مرتبطة طرديا مع عمر المستنبت, أن المستنبتات لا تحتاج إلى الإضاءة في الأيام الأولى، التدرج في رفع الصواني كل يوم يخدم قربها من الإضاءة الأعلى والتي يحتاجها المستنبت أكثر كلما كبر أكثر وتبين أن العلاقة بين النمو والإضاءة طردية إلى حد معين وليس عكسية
فتكون الإضاءة في المرحلة الأولى من النمو(48ساعة الأولى) خافته أو معدومة.
المرحلة الثانية من النمو(اليوم الثالث والرابع) تكون فيها الإضاءة شتوية تشبه إلى حد كبير الجو الشتوي أو الغائم جزئيا.
مرحلة النمو الثالثة (اليوم الخامس والسادس) تكون فيها الإضاءة ربيعية هادئة.
مرحلة النمو الرابعة( اليوم السابع والثامن) تكون فيها الإضاءة ربيعية صيفية.
وهذا يتحقق بسهولة في حال تم تركيب الإضاءة بشكل رأسي وليس أفقي على الجدار أو على الباب الذي يتم عنده نضج المستنبت أي تكون الإضاءة الراسية مركزة مقابل الصواني التي وصلت اليوم الثامن أو السابع من النمو, وبذلك يبدأ الضوء عند المرحلة الرابعة قويا ويتدرج في الضعف من الثالثة إلى الثانية حتى يصل إلى المرحلة الأولى خافتا , علما انه يمكن الفصل بين المرحلة الأولى والثانية بوضع قطع من القماش المشمع طبعا الرقيق اللين أو البلاستك الأسود ويتم تثبيتها في كل رف على حدا, ويكون التثبيت من أعلى فقط أما من أسفل فلا تكون مثبتة ليسمح بدفع وتحريك الصواني إلى المرحلة الثانية .
شدة الإضاءة:
إذا استمرتزيادة الإضاءة أكثر من اللازم(صيفية) فان جزيئات الكلوروفيل تتحطم ويبدأ معدل التمثيل الضوئي في التناقص , وعلى سبيل المثال فأن نباتات الظل مثلا أكثر تأثراً بشدة الإضاءة الزائدة عن نباتات الشمس كما أن النباتات الشتوية لا يطيب لها وجود الإضاءة القوية (الصيفية), إلى جانب أن انخفاض نسبةثاني أكسيد الكربون في الوسط المحيط تزيد من التأثير الضار لشدة الإضاءة .

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...