الاثنين، 9 أكتوبر 2017

قصة من الخيال العلمي ... أكسير الحياة



إكسير الحياة

التحق بكلية العلوم رغم حصوله على درجات تقترب من الدرجات النهائية تؤهله لدخول كليات القمة، وحين دخل قسم البيولوجي كان يبحث عن أسرار علم الحياة والموت، كان بحثه الدائم عن أكسير الحياة الذي يعطي للإنسان الأبدية.
كان يعتقد داخل قرارة نفسه أن روح الله التي أودعها الإنسان فيها السر، وكان يحدث نفسه أن سر الموت يكمن في داخل الجسد، وأن سر الخلود يكمن أيضاً داخله، وتأكد بعد اطلاعه على خريطة الجينات الوراثية في الخلية البشرية على وجود بعض الجينات التي لم يجدوا لها أي وظيفة في الجسد، فاعتقد أن تلك الجينات ربما تحمل تاريخ نهاية الحياة للكائن الحي.
فكر في أنه يمكن الوصول إلى سر الخلود بدراسة المكونات الخارجة من الجسد، فالإنسان من أعظم ما خلق الله، ولقد كرمه الله ونفخ فيه من روحه، وصوره فأحسن تصويره، وهكذا فإن السر قد تشي به المكونات الخارجة من جسد الإنسان التي مرت على تلك الروح، وأصبح لديه يقين أنه سينجح في الحصول على هذا الأكسير من تلك المخرجات، رأى أن الوسيلة الأسهل هي في البحث في بول الإنسان، ولم يحس بالاشمئزاز من هذا الناتج وبدأ في تجميع كميات كبيرة منه، ثم قام بتسخين بعضها في المعمل الذي أقامه داخل منزله، وكل يوم يضيف إليه جديداً ثم يعيد التسخين إلى أن حصل على كمية كبيرة من الملح المتبقي من هذا التسخين واستمر في التسخين على أمل الحصول على هذا المنتج الذي يحمل طاقة الخلود، فجأة حدث انفجار كبير في المعمل صعدت على إثره كميات كبيرة من الدخان له لون برتقالي فصرخ في سعادة طاقة الخلق، سقط على أثرها بعد أن أصابه انفجار مباشر في وجهه.
سارع الأهالي بعد سماعهم الانفجار إلى شقته التي كانت عبارة عن بدروم تحت الأرض، وكانوا يشكون في جنون هذا الطالب، الذي يسير بدون تصفيف شعره، ولا يكوي ملابسه، و لا يلمع حذائه، ولا يلقي السلام ولا أي تحية على جيرانه أو أصحاب البيت، وكانوا يشمون روائح كريهة تنبعث من شقته سيئة التهوية، واعتقد أهل المنطقة أنه ربما يحضر الأرواح، ويسخر الجن.
عندما اقتحم الأهالي شقته قابلتهم رائحة البول المركزة التي تصيب أي إنسان بالغثيان، ففتحوا بسرعة الأبواب والشبابيك وبحثوا عنه فوجدوه غارقاً في دمه تحت المنضدة، فنقلوه إلى الخارج واستدعوا سيارة الاسعاف وأبلغوا الشرطة بالأمر.
أحضرت الشرطة بعض الفنيين لمحاولة استجلاء الأمر، فلم يصلوا إلى نتيجة، فانتدبوا بعض الخبراء من مصلحة الكيمياء، فكتبوا في تقريرهم أن الطالب المذكور قام بتحضير عنصر الفوسفور من تقطير البول، وبعد تكونه وانفجاره سبب الفوسفور حروقاً شديدة وعميقة ومؤلمة للمجنى عليه لدى ملامسته الجلد، واستمر في الاشتعال حتى وصل إلى العظام.
وعندما بحث الخبراء في دفاتره وجدوا بعض الجمل التي كتبها قبل إجراء التجربة مباشرة أنه يبحث عن أكسير الخلود، وإذا كان الخلود لا يتحقق سوى بالموت لأن الموت حياة جديدة لا تنتهي بموت، فإنه يتمنى أن يموت وهو يجري تجربته العلمية.
في اليوم التالي قرأ الطلاب في كلية العلوم في مجلة الحائط خبر انتقال زميلهم إلى رحمة الله بعد إصابته في تجربة علمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...