الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

قصة اختراع التلفزيون


قصة اختراع التلفزيون

لم يكن التلفزيون من اختراع شخص واحد، ولم تكن هناك لحظة اكتشاف واحدة وفريدة، بل كانت جهوداً متراكمة لأشخاص مختلفين هي التي أسهمت في اختراعه، ليصبحوا جميعاً رواداً لهذا الاختراع.

بدأ الأمر بجهود الألماني «بول نيبكو» عام 1884، عندما اخترع قرصاً ميكانيكياً دوَّاراً له فتحات صغيرة مُنظمة، ذات شكل حلزوني، يتم تسليط الضوء عليها فيتسرب الضوء من الفتحات، ليعطي إحساساً سريعاً بحركة الصور المسجلة على القرص.

وعلى الرغم من رداءة جودة الصور حينها، فإن قرص «نيبكو» يُعدّ أساس الأنظمة التلفزيونية الميكانيكية.

فقد مهّد «نيبكو» الطريق أمام لاحقيه من المخترعين للتفكير في إمكانية نقل الصور بطريقة ميكانيكية عبر الأسلاك.

بعد «نيبكو» أتى «تشارلز جنكيز»، الذي يُعرف بأنه أبو التلفزيون الميكانيكي بأميركا.

بدأت تجربة «جنكيز» عام 1894 عندما توصل إلى فكرة تفيد بإمكانية نقل الصور عبر الكهرباء. وبحلول عام 1920 تمكَّن «جنكيز» من اختراع راديو ينقل الصور المُتحركة من خلال نظام القرص الميكانيكي الذي ابتكره «نيبكو». ومعه بدأ أول استوديو تلفزيوني في ولاية مريلاند، وكانت جودة الصورة التي نقلها ابتكار «جنكيز» تفوق جودة صورة سابقه.

ثم جاء «جون لوجي بيرد»، الذي استخدم فكرة قرص «نيبكو» لاختراع نموذج عملي للتلفزيون الميكانيكي، فكان أول شخص ينجح في نقل الصور الحيّة على التلفزيون.

وفي عام 1925 تمكَّن «بيرد» من نقل أول صورة تلفزيونية لوجه بشري.


منذ عام 1926 وحتى عام 1931، شهد نظام التلفزيون الميكانيكي العديد من التطورات، لكن بحلول عام 1934، تحولت جميع أنظمة التلفزيون إلى النظام الإلكتروني، وهو ما يتم استخدامه حتى اليوم.

توصل المُهندس البريطاني «آلان أ. كامبل سوينتون» إلى فكرة استخدام أنابيب أشعة «الكاثود» في اختراع التلفزيون.

وكانت تجاربه قد بدأت في عام 1907، إلا أنه لم يتمكن من تطوير نموذج عملي لأفكاره.

ثم أتى المُخترع الأميركي «فيلو فارنسورث» ليستند على أفكار «سوينتون» في إنشاء أنظمة عملية للتلفزيون الإلكتروني. وفي عام 1927 تمكن «فارنسورث» من ابتكار نموذج عملي للتلفزيون الإلكتروني.

في جميع المحاولات السابقة كانت الصورة تُنقل باللونين الأبيض والأسود.

وعلى الرغم من أن فكرة التلفزيون المُلون قد طُرحت للمرة الأولى عام 1904، فإنها ظلت مُجرد فكرة.

تم تقديم تصور لنظام التلفزيون الملون عام 1925، لكن هذا التصور لم يتحوّل إلى واقع إلا بعدها بنحو 20 عاماً، تحديداً في عام 1946. وبحلول عام 1950 أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية نظام الألوان كمعيار وطني. ثم في عام 1951 بدأ البث المُلون في الساحل الشرقي بالولايات المتحدة.

وتعدّ بريطانيا أول من دشّن خدمة البث التلفزيوني المنتظم بجودة عالية من قصر ألكسندرا، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1936، من خلال هيئة الإذاعة البريطانية BBC، التي تعتبر أيضاً أولى مؤسسات التلفزة التي قدَّمت التصوير والبث الحيّ من خارج الاستديوهات المغلقة

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...