الجمعة، 13 سبتمبر 2019

مشكلة القياس في ميكانيكا الكم

نبذة في ميكانيكا الكم: مشكلة القياس في ميكانيكا الكم.
علماء ميكانيكا الكم اكتشفوا حقيقة رهيبة وهي أنهم كلما قاموا بتكرار تجربة في ميكانيكا الكم يحصلون على نتائج مختلفة تماماً عن نتائج التجارب المماثلة لها رغم أن نفس الخطوات يكرورنها وبشكل دقيق جداً، ولكن دائماً النتائج تختلف بشكل كبير، ودائماً الإلكترون أو الجسيم يكون موجود في موقع آخر غير الموقع الذي كان فيه خلال التجربة السابقة !!
وإلى الآن لا يوجد تفسير منطقي لهذه الظاهرة، سوى التفسير الوحيد الذي يقول بأن الإلكترون كان موجود في كل مكان (في حالة التراكب الكمي)، الى أن قمنا برصده فتحول إلى حالة (انهيار الدالة الموجية)، وبالتالي تجسد في احتمال واحد فقط وكل مرة الاحتمال يختلف لأننا لا نزال غير قادرين على التحكم في عملية الرصد كما قلنا سابقاً.
إنّ عملية القياس لا تعكس كل الواقع الموضوعي لوضع المجموعة بل تجبر الطبيعة على اختيار إحدى إمكانيات وجودها. أيّ أنها تفكك دالة الموجة إلى مركباتها (مجموعة الإمكانيات المتاحة أمام المجموعة) وتجبرها أن تختار أحداها. يعني هذا أن المراقب الذي يقيس المجموعة هو ليس مراقبًا موضوعيًا لواقعٍ موجودٍ بمعزلٍ عنه، بل هو مشاركٌ في تحديد هذا الواقع! يناقض هذا أحد الفرضيات العلميّة الأساسيّة ويلقي بظلال الشك واللايقين على طبيعة الواقع الموضوعي، إن لم يكن على وجوده جملةً وتفصيلًا.
دعا هذا الواقع الغريب الذي تمليه علينا بعض تفسيرات ميكانيكا الكم أينشتاين أن يسأل أحد أترابه وهو أبراهام بييز (Abraham Pais) الذي كان من المؤمنين بتفسير كوبنهاجن لنظرية الكم حين كانا يتحدثان عن طبيعة الواقع: "أحقا تعتقد بأن القمر يكون موجودًا فقط حين أنظر إليه؟" وهو سؤالٌ افتراضي يعكس مدى هذا التعقيد الذي تفرضه علينا نظرية الكم حين نحاول أن نفهم طبيعة الواقع، على هذا أجاب بوهر "مهما حاول أينشتاين فهو لن يستطيع إثبات وجود القمر حينما لا ينظر إليه". يشبه سؤال أينشتاين هذا سؤال الفيلسوف الإنجليزي باركلي "هل تصدر شجرة إذا سقطت في غابة صوتًا إذا لم يكن هناك من يسمعها؟".

        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...