الجمعة، 22 مارس 2019

مناقشة رواية: لايورونا للكاتب محمود عبد الرحيم في الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي

مما قيل عن الخوف

الخوف (بالإنجليزية: Fear)

هو الشعور الناجم عن الخطر أو التهديد المتصور ويحدث في أنواع معينة من الكائنات الحية، ويقوم بدوره بالتسبب في تغير في وظائف الحيوية والعضوية ويقضي في نهاية المطاف إلى تغيير في السلوك، مثل الهروب، الاختباء، أو التجمد تجاه الأحداث المؤلمة التي يتصورها الفرد. وقد يحدث الخوف في البشر ردا على تحفيز معين يحدث في الوقت الحاضر، أو تحسبا كتوقع وجود تهديد محتمل في المستقبل كوجود خطر على الجسم أو الحياة عموما. وتنشأ استجابة الخوف من تصور لوجود خطر ما، مما يؤدي إلى المواجهة معه أو الهروب منه وتجنبه (المعروف أيضا باسم استجابة القتال )، وهذه الاستجابة في الحالات القصوى من الخوف ( الرعب أو الرهاب ) يمكن أن تؤدي إلي التجمد أو الشلل.

في البشر والحيوانات، يتم تعديل الخوف من خلال عملية الإدراك والتعلم. وبالتالي فيمكن الحكم علي الخوف بأنه خوف عقلاني (منطقي) أو الخوف المناسب، وهناك أيضا الخوف غير العقلاني (غير منطقي) أو الغير لمناسب. ويسمى الخوف الغير عقلاني بالرهاب.

اقترح علماء النفس مثل جون واطسون، روبرت بولتشك، وبول أيكمن أن هناك مجموعة صغيرة من العواطف الأساسية أو الفطرية وأن الخوف أحد هذه العواطف. وتشمل هذه المجموعة المفترضة مشاعر أخري مثل تفاعل حاد للكرب، الغضب، القلق، الخوف، الرعب، الفرح، الذعر، والحزن.

يرتبط الخوف ارتباطا وثيقا بالتوتر، ولكن ينبغي أن يفرق بين الخوف والتوتر، والذي يحدث نتيجة التهديدات التي ينظر إليها على أنها لا يمكن السيطرة عليها أو لا يمكن تجنبها. وتخدم استجابة الخوف غريزة البقاء على قيد الحياة عن طريق توليد الاستجابات السلوكية المناسبة، لذلك فقد كان تم الحفاظ عليها طوال عملية التطور.

أسباب الخوف

يصاب الناس بمخاوف محددة نتيجة عملية التعلم. وقد تم دراسة هذا الأمر في علم النفس فينا يعرف بتكييف الخوف أو الخوف الاشتراطي (Fear conditioning)، بدءا من جون واطسون في تجربة ليتل ألبرت ( Little Albert experiment ) في عام 1920، والتي كانت مستوحاة من مراقبة طفل لديه خوف غير عقلاني من الكلاب. وفي هذه الدراسة، كان لدى الصبي عمره 11 شهرا خوفا شرطيا تجاه الفئران البيضاء في المختبر. وأصبح هذا الخوف معمما ليشمل الأشياء البيضاء ذات الفرو الأخري كالأرنب، والكلب، وحتى كرة القطن.

الخوف يمكن أن يُتعلم من خلال تجربة أو مشاهدة حادث مؤلم مخيف. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يسقط في بئر ويكافح للخروج، فقد يتطور ليه الخوف من الآبار، أو المرتفعات ( رهاب المرتفعات )، أو الأماكن المغلقة ( رهاب الاحتجاز )، أو المياه ( رهاب الماء ). وهناك دراسات تبحث في مناطق الدماغ التي تتأثر عندما يتعلق الأمر بالخوف. وبالنظر في هذه المناطق (مثل اللوزة)، فقد اُقترح أن الشخص يتعلم الخوف بغض النظر عما إذا كان قد تعرض لصدمات نفسية، أو مجرد أنه قد لاحظ الخوف في نفوس الآخرين. وفي دراسة أنجزها اندرياس اولسون، كاثرين نيرنج وإليزابيث فيلبس وجدت أن اللوزة قد تأثرت على حد سواء عندما يشاهد الشخص شخص آخر يمر بحدث مخيف مع علمه بأن نفس الحدث ينتظره، وكذلك عند مروره هو ذاته في وقت لاحق بنفس الحدث المخيف. وهذا يوحي بأن الخوف يمكن أن يتطور في كلا الحالتين، وليس فقط من المعاناه الذاتية.

يتأثر الخوف بالسياق الثقافي والتاريخي. على سبيل المثال، في أوائل القرن العشرين، خاف العديد من الأميركيين من شلل الأطفال، وهناك اختلافات بين الثقافات حول كيفية استجابة الناس للخوف.

على الرغم من أن العديد من المخاوف هي متعَلمة، إلا أن القدرة على الخوف هي جزء من الطبيعة البشرية. وقد وجدت العديد من الدراسات أن بعض المخاوف (مثل الخوف من الحيوانات، أو المرتفعات) هي أكثر شيوعا من غيرها (مثل الخوف من الزهور أوالسحب). وهذه المخاوف هي أيضا أسهل إثارة في المختبر. وتعرف هذه الظاهرة باسم التأهب . وبسبب أن البشر الأوائل كانوا أسرع خوفا من المواقف الخطيرة فقد كانوا أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة والتكاثر، ونظر التأهب ليكون تأثير وراثي نتيجة الاصطفاء الطبيعي.

ومن وجهة نظر علم النفس التطوري، فقد تكون المخاوف المختلفة هي تكيفات مختلفة كانت مفيدة في ماضينا التطوري، وأنها قد وضعت خلال فترات زمنية مختلفة. وبعض المخاوف مثل الخوف من المرتفعات، قد تكون مشتركة بين كل الثدييات وتطورت خلال الحقبة الوسطى. كما أن المخاوف الأخرى، مثل الخوف من الثعابين، قد تكون مشتركة بين جميع السعالي وتطورت خلال الحقبة المعاصرة. ومخاوف أخري، مثل الخوف من الفئران والحشرات، قد تكون فريدة من نوعها للبشر وتطورت خلال العصر الحجري القديم و العصر الحجري الحديث.

والخوف يكون شديد إذا كان الخطر الملحوظ شديد وجديته شديدة، والعكس صحيح.

وفقا للاستطلاعات، فبعض المخاوف الأكثر شيوعا هي الخوف من الشياطين والأشباح، وجود الشر القوى، الصراصير ، العناكب، الثعابين، المرتفعات، المياه، الأماكن المغلقة، الأنفاق، الجسور، الإبر، الرفض الاجتماعي، الفشل، الامتحانات و التحدث أمام الجموع.

الخوف من الموت

يعتبر قلق الموت متعدد الأبعاد. ويغطي "المخاوف المتعلقة بوفاة الشخص نفسه، وموت الآخرين، والخوف من المجهول بعد الموت، والخوف من الطمس، والخوف من عملية الموت، والذي يتضمن الخوف من الموت البطيء والموت المؤلم".

قام الفيلسوف شيلي كاغان بجامعة ييل بفحص الخوف من الموت عام 2007 في دورة مفتوحة، عن طريق فحص الأسئلة التالية: هل الخوف من الموت استجابة مناسبة معقولة؟ ما هي الشروط المطلوبة وما هي الظروف المناسبة لشعور الخوف من الموت؟ ما هو المقصود من الخوف ومقدار الخوف المناسب؟ ووفقا لكاغان فإن الخوف بشكل عام حتي يؤدي لمعنى يجب أن تتحقق فيه ثلاثة شروط: وجوه الخوف يجب أن يكون "شيئا سيئا"، يجب أن يكون هناك فرصة لا يمكن إغفالها أن الحالة السيئة ستحدث،ً والحاجة لوجود بعض الشكوك حول الحالة السيئة للأمور. ويجب أن يكون مقدار الخوف مناسب لحجم "السوء". فإذا لم يتم استيفاء الشروط الثلاثة، فيعتبر الخوف العاطفة غير ملائمة. ويقول، بأن الموت لا يستوفي هذه المعايير، حتى لو كان الموت هو "حرمان من الأشياء الجيدة"، وحتى إذا كان الشخص يعتقد في الآخرة المؤلمة.

في دراسة أجريت عام 2003 من 167 امرأة و 121 رجلا، تتراوح أعمارهم بين 65-87، وانخفاض في النجاعة الذاتية وقد تم قياس الخوف من الموت من خلال "مقياس الخوف من الموت متعدد الأبعاد" الذي تضمن 8 مستويات فرعية للخوف من الموت، الخوف من الميت، الخوف من التعرض للتدمير، الخوف من المجهول، الخوف من إدراك الموت، الخوف من الجسد بعد الموت، والخوف من الموت قبل الأوان. في تحليل التسلسل الهرمي تنبئ بأن أقوى نوع من أنواع الخوف من الموت "انخفاض فعالية الصحة الروحية"، والتي تعرف بأنها المعتقدات المتعلقة بقدرة المرء على توليد الإيمان والقوة الداخلية.

الخوف من المجهول

سبب الخوف من المجهول أو الخوف غير المبرر أو غيير العقلاني هو التفكير السلبي (القلق) الذي ينشأ التوتر. كثير من الناس يخافون من "المجهول". ويمكن أن يتفرع الخوف غير العقلاني إلى العديد من المجالات مثل الخوف من الآخرة، الخوف من السنوات المقبلة، أو حتى الخوف من يوم الغد. في هذه الحالات استخدام المتخصصين "الدليل المزيف يظهر كما لو كان حقيقي" كتعريف. فكون الشخص خائفا يجعله يستبق ويفاقم ما قد ينتظره بدلا من التخطيط والتقييم. على سبيل المثال استمرار التعليم الأكاديمي، فمعظم المربين يرون في ذلك مخاطر قد تسبب لهم الخوف والتوتر وأنهم يفضلون تعليم الأشياء التي يعرفوها بدلا من الذهاب وإجراء البحوث حول الأشياء الجديدة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عادات مثل الكسل والتسويف، كما أن الغموض في المواقف التي تميل إلى أن تكون غير مؤكدة وغير متوقعة يمكن أن يسبب القلق والمشاكل النفسية والجسدية الأخرى في بعض السكان. وخاصة أولئك الذين ينخرطون باستمرار. على سبيل المثال الحرب التي تمزقها الصراعات أو الأماكن، والإرهاب، والانتهاك ... الخ. سوء الأبوة والأمومة التي تغرس الخوف يمكن أيضا أن توهن نفسية الطفل ونمو شخصيته.

حقق العلاج السلوكي المعرفي نجاحا باهرا في مساعدة الناس على التغلب على الخوف. لأن الخوف هو أمر أكثر تعقيدا من مجرد نسيان أو حذف الذكريات، فإن النهج الفعال والناجح ينطوي على مواجهة الناس مرارا لمخاوفهم. من خلال مواجهة مخاوفهم بطريقة آمنة يمكن للشخص فيها أن يقلل من الذاكرة أو المحفزات التي تثير الخوف، وتعرف هذه الطريقة باسم " العلاج التعرض "، وهذا العلاج يمكن أن يساعد في علاج نسبة تصل إلى 90٪ من الأشخاص المصابون بنوع محدد من الرهاب.


15

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...