الاثنين، 23 أكتوبر 2017

كلمة عن كتاب علمي : رواية الكوكب العجيب ... حسام الزمبيلي


الانعكاس الفني والعلمي في رواية 'الكوكب العجيب'
***************************************
رواية الخيال العلمي عند د. حسام الزمبيلي تتمتع بخصوصية لا تتوافر عند كثيرين ممن يجذبهم هذا النوع من الأدب.
ميدل ايست أونلاين: بقلم: حمادة هزاع ... الحس الإسلامي
* مفتتح
الدكتور حسام عبدالحميد إبراهيم الزمبيلي، روائي مصري، من مواليد 1968، له مجموعة من المقالات في تبسيط العلوم الطبية وعلوم الفضاء نشرت في الصحف والمجلات المصرية والعربية. صدر له في أدب الخيال العلمي عدة روايات، منها: ملحمة الفضاء الكبرى، أمريكا 2030 (قصة انهيار العالم)، الكوكب العجيب (أول حوار مع فيروس عاقل)، مغامرات في الفضاء، بالإضافة إلى ما يقرب من عشرين بحثا طبيا منشورا بمصر والخارج بالدوريات العلمية المحلية والعالمية.
من هذه السيرة المختصرة يمكن الاستنتاج بداية، أن د. حسام يمتلك جوهر الكتابة في أدب الخيال العلمي، الذي يقوم على انعكاسين أسياسيين، هما: الانعكاس الفني، والانعكاس العلمي، فأما الانعكاس الفني: فهو مقياس عام ينطبق على أدب الخيال العلمي كما ينطبق على غيره من أنواع الأدب، ويتضح "بمدى صفاء الأسلوب، ورشاقة العرض وجاذبية السبك، وسلامة اللغة، ووضوح صورة الشخصيات، والقدرة على سبر أغوار النفس البشرية، والتبحر في أعماقها ومطاويها".
من هذا المقياس العام ينبثق مقياس خاص يكمن في كيفية توظيف هذه المؤثرات الفنية في ألوان هذا الأدب من قصة أو رواية أو مسرحية.
وأما الانعكاس العلمي: فهو "مقياس خاص بالقصة العلمية دون سواها وهو يرتبط بعدة تساؤلات: هل تقدم لنا القصة العلمية شيئا جديدا يستحق أن نعرفه ولم نكن نعرفه في السابق حول العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا؟ هل تبرز لنا بعض الجوانب العلمية التي كانت خافية علينا؟ هل تقودنا إلى طرق جديدة في التفكير لم تكن، لولاها، لتخطر على بالنا؟ والأجوبة على مثل هذه الأسئلة هي التي تمدنا بالقدرة على الحكم، فإذا لم تكن إيجابية، فإن القصة العلمية لا تكتسب صفة القصة العلمية بالمعنى الصحيح". (2)
والسؤال الآن: هل استطاع د. حسام أن يوازن بين هذين الانعكاسين، ويوظفَ كلا منهما في خدمة الآخر في كتابته الإبداعية؟ أو أنه لم ينجح في ذلك؟
وفي سبيل الإجابة عن هذا السؤال؛ تأتي هذه القراءة لروايته الكوكب العجيب (أول حوار مع فيروس عاقل)؛ مؤسسة على أربعة عناصر، هي:
أولا: الانتماء والاتجاه:
ينتمي د. حسام الزمبيلي، زمنيا، إلى المرحلة الثالثة من مراحل تطور أدب الخيال العلمي المصري، وهي (مرحلة الذيوع والانتشار)، وتبدأ هذه المرحلة في أواخر السبعينيات, ولا تزال مستمرة إلى الآن، وتضم عددا من الكتاب، منهم: إبراهيم أسعد، حسين قدري, صبري موسى, عمر كامل, د. على حسن, إيهاب الأزهري, عادل غنيم, صلاح عبد الغني, د. أميمة خفاجي، صلاح معاطي...الخ.
وإذا كان هناك اتجاهان يسيطران على المنتج من أدب الخيال العلمي المصري:
"الأول: لم يلجأ مؤلفوه إلى الخيال العلمي إلا لخدمة أفكارهم وأهدافهم, فهو أقرب إلى الفانتازيا؛ لأنه مثلها، لا يهمه كثيرا أن يكون مستندا إلى حقائق علمية وإن حرص على أن يقوم الشكل على أساس ما يسمى بالإيهام بالعلم.
والآخر: قدم مبدعوه أعمالا لم يكن الخيال العلمي فيها هامشيا بل ملتحما بالنسيج الفني, وهؤلاء الأدباء وإن لم يتخلوا عن أفكارهم التي يحرصون على إبلاغها لقرائهم إلا أنهم كانوا أكثر نجاحا في إقامة توازن بين خيالهم العلمي وأهدافهم". (3)
إذا كان ذلك كذلك، فإن كتابات د. حسام يمكن أن تندرج تحت لواء الاتجاه الآخر الذي يأتي فيه الخيال العلمي ملتحما بالنسيج الفني.
وهذا العنصر الأول، الانتماء والاتجاه، أثر تأثيرا مباشرا في باقي العناصر الأخرى؛ حيث إن رواية الخيال العلمي عند الزمبيلي، جاءت تحمل الخصائص أو الصفات الوراثية للمدرسة المصرية في أدب النوع، سواء على مستوى الشكل أو على مستوى المضمون، كما سنرى، ثم انفردت ببعض المميزات التي ضمنت لها الخصوصية والاستقلال.
ثانيا: الموضوع الروائي:
تندرج كتابات د. حسام في أدب الخيال العلمي تحت موضوعين أساسيين، موضوع عام وهو ما اصطلح على تسميته بـ (اليوتوبيا)، وموضوع خاص يتغير تبعا لتغير العمل الأدبي، ففي الرواية التي بين أيدينا الآن، نجد الموضوع العام هو (اليوتوبيا)، والموضوع الخاص هو الكائنات القادمة من الفضاء، على النحو التالي:
أ- عالم اليوتوبيا
في رواية (الكوكب العجيب) "يؤسس حسام له عالما يسمى (الدولة الإسلامية المتحدة) وفي عبارات تتسم بالتفاؤل والإشراق، وتبارك جهود الفريق العلمي، وهو يعمل من أجل الإنسانية جمعاء، وينشر مبادئ الخير والعدالة والوفاء فوق الكوكب العجيب". (4)
هذه (الدولة الإسلامية المتحدة)، مقسمة إلى مناطق، منها: منطقة الجزيرة العربية ومن مدنها مدينة أبو ظبي، ومنطقة شمال أفريقيا ومن مدنها مدينة القاهرة، والدار البيضاء، ومنطقة شمال غرب أفريقيا ومن مدنها مدينة نواكشوط.
وأنشأ الكاتب لهذه الدولة شبكة معلومات أسماها بـ (الشبكة الكمبيوترية الإسلامية المتحدة) (ش. ك. أ.م) (شكام)، أو كما يطلق عليها العالم غير الإسلامي.
كذلك هناك جائزة كبرى تدعى (جائزة العالم الإسلامي للعلوم الطبية والدوائية)، وهي تقابل جائزة نوبل.
أما قوانين ودستور البلاد، فقد قام بوضعهما زعماء عظام، بعد أن تم توحيد الأمة العربية الإسلامية، مستمدين ذلك من مصادر ثلاثة رئيسية: القرآن والسنة والاجتهاد.
ب - عالم الفضاء والكواكب:
أما عن الموضوع الخاص، في هذه الرواية، فإنه يتناول غزو كائنات الكواكب الأخرى لكوكب الأرض.
وانطلاقا من ذلك، يمكن الحديث عن موضوع رواية (الكوكب العجيب)، حيث جاء على النحو التالي:
في منتصف ليلة الخامس من ذي القعدة 2115هـ، جلس د. صلاح الدين يراجع بقلق تزايد معدل إصابات القرنية بفيروس الهربس، عن طريق الشبكة الكمبيوترية الإسلامية المتحدة، وعلى الرغم من اكتشاف العديد من الأدوية لعلاج هذا الفيروس، إلا أنه استطاع أن يقاوم العلاج، وبذلك تحول إلى وباء انتشر في جميع أنحاء العالم وعقدت المؤتمرات والاجتماعات والندوات الطبية للحد من انتشاره.
وتصاب أم د. صلاح الدين بالفيروس، مما يجعل معركة د.صلاح الدين مع الفيروس مسألة شخصية جدا.
وينشغل د. صلاح هو وفريقه المكون من د. شروق (أخصائية الفيروسات - أبو ظبي)، ود. علي (جامعة نواكشوط)، ود. طارق (أخصائي الجينات- جامعة الخرطوم)، ود. باسل (أخصائي علم الأدوية – جامعة القاهرة)، ينشغلون في أبحاث مكثفة في مكان ناء بإحدى المناطق الصحراوية النادرة في الدولة الإسلامية المتحدة على عمق 200م تحت سطح الأرض، وبعد جهد شديد يتوصل د. صلاح إلى علاج لهذا الفيروس، وتبدأ معدلات الوباء في الانحسار بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وفي خلال شهر هبطت معدلات الإصابة من 90% إلى 10% فقط، وبدأ العالم يتنفس الصُعَداء من هذا الوباء اللعين.
وفي غمرة سعادة فريق د. صلاح بمنحهم جائزة العالم الإسلامي للعلوم الطبية والدوائية، تحدث مفاجأة تنسف هذه السعادة من أساسها، حيث تجد د. شروق أحد القرود في معمل التجارب، مغمض العينين، فتقوم بفحصه وتجري بعض الفحوصات المعملية اللازمة عليه، فتجده مصابا بفيروس هربس بعد أن تحور الفيروس، ونجح في التغلب على العقار الجديد.
ويعود الكابوس مرة أخرى، وتتناقل وكالات الأنباء ارتداد الإصابة في المرضى الذين تم شفاؤهم، كما تتناقل الأوساط العلمية أنباء اعتذار فريق د. صلاح الدين عن قبول الجائزة.
ويعلق العالم د. روجرز (من الولايات المتحدة الأميركية) على الدواء الذي أنتجه فريق د. صلاح الدين قائلا "كنت أعلم أن الدواء النهائي والخلاص من هذا الوباء سيكون من هنا. من الولايات المتحدة الأميركية".
وبالفعل ينجح الفريق الأميركي في اختراع علاج مضاد للفيروس، ويقف العالم روجرز ويعلن متفاخرا أنه باسم الشعب الأميركي العظيم يقدم الدواء الذي طال انتظاره، ويثبت الدواء نجاحا كبيرا في القضاء على الفيروس، ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر تبدأ بعض الدول في التبليغ عن حالات ارتداد الإصابة مرة أخرى في أنحاء العالم، وفي هذه المرة يسخر الفريق الألماني من الفريق الأميركي، ويؤكد العالم الألماني شنيدر أن عبقرية الشعب الألماني هي التي سوف تخلص العالم من هذا الوباء.
وبعد مرور ستة أشهر أخرى من الكابوس، يفجر د. شنيدر في اجتماع الجمعية العالمية لأطباء العيون قنبلة العلاج الفيروسي لفيروس هربس، وبهذا الدواء يتم القضاء على الفيروس، ولكن بعد مرور عامين يبدأ فيروس هربس في الظهور مرة أخرى بعد أن حور نفسه جينيا، وعادت معدلات الإصابة ترتفع مرة أخرى.
وبعد محاولات مضنية، من قبل العالم أجمع للقضاء على هذا الفيروس، ينجح د. صلاح الدين في التوصل إلى اكتشاف خطير جدا، وهو أن فيروس هربس فيروس عاقل يحاول أن يتحاور مع أهل الأرض، ويستطيع د. صلاح بمعاونة فريقه العلمي أن يبتكر أول سوفت وير (برنامج كمبيوتري للحوار مع فيروس هربس)، ومن خلال هذا البرنامج يتحدث د. صلاح الدين مع الفيروس ويعلم منه أنه من سكان كوكب (س60) الذي يبعد عنا بحوالي 40 سنة ضوئية، وقد أتى في سفينة فضاء صغيرة، هاربا من بطش مجموعة شريرة من الفيروس هربس.
يقول الفيروس "مبدأ مجموعتنا الخير وعدم غزو الكواكب الأخرى، إلى أن جاء وقت سيطرت مجموعة الشر على الكوكب، فهربنا - نحن البقية الباقية - في سفن فضاء، بحثا عن حياة عاقلة قد نستطيع الاتصال بها، وقد تساعدنا في مهمتنا، حتى عثرنا على كوكب الأرض، دخلنا غلافكم الجوي، ولم تكتشفنا أجهزة الاستطلاع والاستشعار الخاصة بكوكبكم؛ نظرا لصغر السفن التي تتعدى حجم ذرات الغبار، وهي بالنسبة لنا هائلة تسع الملايين منا.
لم يكن أمامنا من طريق لجذب اهتمامكم أو الحوار معكم، غير تلك الطريقة الفظة التي نرجو أن تسامحونا، خاصة بعد أن نصحح أخطاءنا، ونعيد الأمور إلى نصابها. هدفنا من محاولة الاتصال بكم، هو طلب المساعدة في إعادتنا مرة أخرى إلى كوكبنا، ومساعدتنا في قهر الزعيم الشرير ساجا (زعيم الفيروسات الشريرة)."
وبعد أن يقدم الفيروس هربس تركيب المادة الكيميائية التي تقوم بقتل جميع الفيروسات الشريرة، وكذلك تساعد في شفاء القرنية، يقوم د. صلاح بإبلاغ السلطات، ويوافق رئيس الجمهورية، بعد أن يصدر أوامره باختبار المادة، على إرسال سفينة الفضاء (القادسية)؛ لتؤدي مهمتها في تحرير الكوكب س60 من قوى الشر والفساد، وإعادة توطين قوى الخير والسلام.
ثالثا: التشكيل الفني:
جاءت رواية (الكوكب العجيب) في شكل روائي تقليدي، محتوية على عناصر البناء الفني المعروفة من حدث، وشخصيات، ووسط أو بيئة، وحبكة فنية، وأخيرا الأسلوب.
ويؤدي الترابط والتلاحم بين هذه العناصر إلى إحكام البناء الفني للرواية, ومن ثم لا يمكن الفصل بينها إلا من الناحية النظرية فقط أثناء الوقوف أمامها بالنقد والتحليل.
وفيما يلي سوف يتم إلقاء الضوء على تلك العناصر, في رواية (الكوكب العجيب).
أ- الحدث:
تنطلق الرواية من حدث رئيسي هو انتشار فيروس هربس في أنحاء العالم، ومحاولة كل دولة من دول العالم الوصول إلى علاج فعال للقضاء على هذا الفيروس.
وتنبع من هذا الحدث الرئيسي عدة أحداث فرعية، تسهم في تطويره والوصول إلى ذروته، منها إصابة أم د. صلاح الدين بالفيروس، وإصدار رئيس الجمهورية قرارا بعمل اختبار للمادة الكيميائية عن طريق سكبها على فيروس هربس، مما يتسبب في مشكلة مع الفيروس هربس.
ب- الشخصيات:
الشخصية الرئيسية في الرواية هي شخصية د. صلاح الدين، ولا يخفى ما يحمله الاسم من دلالات، وهو إنسان قوي العزيمة، جلد الشكيمة، مؤمن قوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يتمتع بهبة خلقها الله بداخله، تجعله يرفض الاستسلام والهزيمة والإحباط واليأس والخنوع، وهو، أيضا، كلما حزبه أمر يتوجه إلى الله بالصلاة والدعاء والسجود.
بجانب هذه الشخصية الرئيسية، تأتي شخصيات ثانوية؛ لتؤدي دورها في البناء الروائي من أهما: أعضاء فريق د. صلاح، وعلى رأسهم د. شروق، وجاءت هي الأخرى تحمل من اسمها نصيبا، فقد كانت (شروقا) بدد الظلام الذي كاد أن يطبق على د. صلاح الدين؛ حيث عرفت كيف تلعب على الوتر الحساس في نفسية د. صلاح الدين، مما أدى في النهاية لاكتشاف أن فيروس هربس فيروس عاقل، ومن ثم يمكن إقامة حوار معه.
جـ - الحبكة الفنية:
تتكون الحبكة الفنية من عدة عناصر، أبرزها: البداية – الصراع - العقدة - الحل أو النهاية.
وقبل الحديث عن هذه العناصر، لا بأس من إلقاء الضوء على "البناء المعماري" للرواية، الذي يمكن من خلاله الحديث عن "الحبكة الفنية للرواية " في أبرز عناصرها المشار إليها سابقا.
جاءت الرواية في عشرين فصلا، هي (مقدمة - تسارع الأحداث - وباء خارج السيطرة - عمل بلا توقف - خيبة أمل - عودة الكابوس - الألمان قادمون - اشتباه أم تخيل - محاولات مضنية بلا جدوى - الخلوة العقلية الجبارة - حوار مع فيروس هربس - تحليل الأحداث وما بعد تحليل الأحداث - غضب السلطات - موقف عظيم لرئيس عظيم - انفراج الأزمة وما بعد انفراج الأزمة - تكشف الحقائق - اندثار الوباء - رحلة إلى الكوكب العجيب – الوداع - الخاتمة).
ولقد دلت عناوين هذه الفصول على محتواها، وأدى كل فصل إلى الآخر؛ فجاءت حبكة الرواية متماسكة ذات "بداية /وسط/ نهاية"، وتمثلت في أبرز عناصرها على النحو التالي:
- البداية: تبدأ الرواية، بعد المقدمة التي يوضح فيها الكاتب مدى انتشار فيروس هربس، باستعراض أماكن مختلفة من العالم في أزمنة مختلفة، يتم فيها عقد مؤتمرات عن كيفية تشخيص وعلاج هذا الفيروس، منها:
- مدينة القاهرة في10 ذو القعدة 2115هـ، منطقة شمال أفريقيا - الجهورية الإسلامية المتحدة، مركز المؤتمرات مدينة نصر.
- مدينة نيو أورلينز، ولاية أريزونا، الولايات المتحدة الأميركية، مركز المؤتمرات على ضفاف نهر المسيسبي 20 ذو القعدة سنة 2115هـ.
- مدينة سيدني الاسترالية، مركز المؤتمرات 28 ذو القعدة سنة 2115هـ.
- أطلانطا، ولاية جورجيا، الولايات المتحدة الأميركية، مركز التحكم في الأمراض، 5 ذو الحجة سنة 2115هـ.
- الدار البيضاء، منطقة شمال أفريقيا، الدولة الإسلامية المتحدة، مركز التحكم في الأمراض 8 ذو الحجة سنة 2115هـ.
- الصـراع: يدور الصراع الرئيسي في الرواية، بين علماء كوكب الأرض والفيروس هربس، وتنشأ من هذا الصراع الرئيسي، صراعات أخرى فرعية، مثل صراع العلماء فيما بينهم، ومحاولة سعي كل منهم لابتكار علاج لهذا الفيروس، وصراع مجموعة الفيروس هربس الخيرة مع المجموعة الشريرة منه.
ويرى د. عبدالحميد إبراهيم، في معرض تقديمه للرواية، أن "الصراع عند حسام، صراع فريق من العلماء، يدور في جو هادف، ينتصر فيه الخير على الشر، وترتفع فيه القيم الإنسانية النبيلة، التي تقوم على العلم، وهو يمد يده نحو الإيمان" (ص 5).
والباحث يتفق مع ما ذهب إليه د. عبدالحميد، إلا أنه يختلف معه في أن الصراع في هذه الرواية لم يكن صراعا بين الخير والشر، حيث إن طرفي الصراع (علماء كوكب الأرض والفيروس هربس) لم يكن أحدهما خيرا والآخر شريرا، ولكن على العكس؛ فالفيروس هربس، مثلا، لم يكن شريرا؛ ولكنه كان مجنيا عليه من قبل مجموعة أخرى من بني جنسه، وعلماء كوكب الأرض كانوا يسعون إلى محاولة شفاء البشر مما ألم بهم.
- العقدة: تتضح العقدة أو نقطة الذروة في رواية (الكوكب العجيب) عندما تفشل كل المحاولات للقضاء على الفيروس، وذلك في منتصف الفصل التاسع، وبالتحديد عندما وصل د. صلاح الدين خطاب من والده، يخبره فيه بسوء حالة والدته وأن الفيروس يزداد معها سوءا يوما بعد يوم حتى إنها بالكاد تبصر أمامها.
وتتحول العقدة عكسيا إلى بداية التمهيد للحل، حينما تقترح د. شروق على د. صلاح الدين، أن يقوم بعزلة اختيارية، ثم يقوم بجمع كل ما يتعلق بالفيروس من شرائط كاسيت، وفيديو، وأقراص مدمجة كمبيوترية، وأخرى صوتية، وثالثة هولوجرافية، وصور المرضى، ولقطات تصور عيونهم وهي مصابة بالفيروس في القرنية أمام العين.
- النهاية: جاءت النهاية في رواية (الكوكب العجيب) مناسبة للتسلسل المنطقي للأحداث، حيث بدأ الوباء في الانحسار، ونجحت البعثة الفضائية المصرية في القضاء على المجموعة الشريرة من فيروس هربس، "ظلت سفينة الفضاء (القادسية) تحوم حول الكوكب ثلاثة أيام حتى تأكدت من اندثار جميع الفيروسات الشريرة، وبدأت المادة الكيميائية القاتلة في الزوال من جو الكوكب" (ص 134).
د- البيئة:
"البيئة هي الإطار الذي تتحرك فيه الشخصيات الروائية, وهي المكان والزمان الذي تعيش فيه الشخصيات الروائية, وتقع فيه الأحداث". (5)
أما عن المكان في رواية (الكوكب العجيب)، فقد تعدد سواء على الكرة الأرضية، حيث شمل أماكن مختلفة من العالم، أو على كوكب س60، وأما الزمان، فقد تعدد هو الآخر.
وعلى هذا، فإننا يمكن أن نجد في الرواية مكانين مختلفين وزمن واحد. المكانان هما "المعمل السري لفريق د. صلاح" و"عيون المرضى, وما تحويه من فيروس هربس", ويتم الاتصال بين الفريق العلمي وبين الفيروس في الزمن نفسه تقريبا.
وثمة ما يؤخذ على الزمن في الرواية، بصفة عامة، وهو ما يمكن أن أطلق عليه "اضطراب الزمن الروائي"، فالأحداث في الرواية تبدأ في ذي القعدة 2115هـ ، [ص11]، ويقول المؤلف في ص 36 "ومرة ثالثة في خلال ستة أشهر يعود الكابوس.." أي أن الزمن الروائي أصبح تقريبا في جمادى الآخرة عام 2116هـ، ثم يقول في ص41 "صحيح أن جميع النتائج مطمئنة، خاصة بعد مرور عام كامل منذ اكتشاف العلاج الألماني للفيروس"، أي أن الأحداث القادمة في الرواية سوف تدور بعد جمادى الآخرة 2117هـ، تقريبا، لكننا نجده يقول في ص 76 "اللقاء هنا بعد ثلاثة أيام، أي في الثلاثاء الساعة 12 ظهرا، الخامس من شهر محرم عام 2116هـ"!!، ويؤكد تاريخ (2116هـ) في ص 101، 104، 126، مما ينفي أن يكون خطأ مطبعيا، فكيف يكون ذلك؟
هـ - الأسلوب:
"الأسلوب القصصي هو الطريقة التي يعالج بها القاص أحداث قصته, ويقدم بها شخصياته إلى المتلقين ويصور بها بيئة القصة ومواقفها المختلفة, ويصف بها نظرته للأحداث والشخصيات". (6)
وتتعدد الطرق التي تقدم من خلالها الرواية أو القصة فهناك: السرد, والحوار, وتيار الوعي, والترجمة الذاتية, والوثائق والرسائل والمذكرات.
هذا, وقد استخدم د. حسام الزمبيلي بعض هذه الطرق في روايته على النحو التالي:
- السرد المباشر: استخدم د. حسام في روايته (الكوكب العجيب) طريقة السرد المباشر، وهي الطريقة الأكثر شيوعا بين كتاب الرواية أو القصة، ولقد أسهمت هذه الطريقة في أن تأتي هذه الرواية "ذات بناء فني أفضل؛ لأن السارد فيها يختفي ويترك لأبطاله حرية الحركة, ويصبح كحامل الكاميرا يتوجه لتسجيل لقطات متباينة, ويصبح دوره توزيع الأضواء على اللقطات من جنبات مختلفة؛ لنخلص في النهاية برؤية صورة متكاملة الأبعاد, غنية الظلال". (7)
- الحـوار: "الحوار جزء هام من الأسلوب التعبيري في القصة, وهو صفة من الصفات العقلية التي لا تنفصل عن الشخصية بوجه من الوجوه؛ ولهذا كان من أهم الوسائل التي يعتمد عليها الكاتب في رسم الشخصيات, وعلاوة على ذلك, فكثيرا ما يكون الحوار السلس المتقن مصدرا من أهم مصادر المتعة في القصة". (8)
ويأتي الحوار في رواية (الكوكب العجيب)؛ ليقوم بعدة وظائف، منها الكشف عن حقيقة الصراع الدائر بين الفيروس هربس والبشر, ويوجه أحداث الرواية وجهة أخرى. ومنها التعبير عن الآراء، وبث الحركة في المشاهد الروائية، ومنها التمييز بين المتحدثين, والمساعدة على رسم الشخصيات الروائية.
ويستخدم د. حسام، طريقة تيار الوعي أو (المنولوج الداخلي) في عدة مواضع، منها: الحوار الذي دار في نفس د. صلاح الدين عندما علم بإصابة أمه بفيروس هربس، "يا إلهي.. أمي أصيبت بالفيروس.. الآن أصبحت معركتي معك أيها الفيروس معركة حياة أو موت.. لقد أصبحت مسألة شخصية.. شخصية جدا" (ص21).
ومنها: عندما جلس يضحك مع والدته وقلبه يتمزق لرؤيتها لا ترى، وهو طبيب العيون، والباحث الشهير، يقول في نفسه: هانت يا أمي.. هانت.. اللحظة الحاسمة اقتربت... لحظة الجد.
ورغم تلك الوظائف للحوار، إلا أننا نجد أن المؤلف أخفق أحيانا في توظيفه، وذلك مثل الحوار الذي دار بين د. صلاح وسكرتير رئيس الجمهورية الإسلامية، "جاءه رد السكرتير.. قال د. صلاح الدين:
- أنا د. صلاح الدين، قائد الفريق العلمي للبحث عن علاج لفيروس هربس، وأريد التحدث إلى سيادة الرئيس شخصيا.
أجاب السكرتير بفتور معروف عمن في مثل هذه الوظائف:
- ولم لا تحدث وزير الصحة، أو وزير البحث العلمي؟
قاطعه د. صلاح الدين:
- الأمر أخطر من ذلك بكثير، ولسوف أحملك المسؤولية كاملة، لو لم توصلني بسيادة الرئيس" (ص 87).
وهنا كان يجب على السكرتير أن يصل د. صلاح الدين بالرئيس مباشرة، ولكنه لم يفعل، بل استمر في حواره مع د. صلاح، قائلا:
"- هل توصلتم لعلاج الفيروس هربس؟
قال د. صلاح الدين، وقد بدأ صبره ينفد:
- الأمر أخطر من ذلك بكثير، الأمر يتعلق بالأمن القومي للدولة.. بل للبشرية جمعاء".
ويرى الباحث أن هذا الحوار لم يكن له مبرر فني، بل جاء ليعطل مسيرة الأحداث، خاصة بعد أن أخذت في التسارع، وكذلك لأن الرواية تدور أحداثها في المستقبل بعد أن تغيرت خريطة العالم، وأصبحت هناك جمهورية إسلامية متحدة، تقوم على الحضارة والعلم والأخلاق، وهل في مثل هذه الجمهورية مكان لمثل هذا السكرتير؟، أم أن هذا يعد إشارة خفية من المؤلف إلى أن مصر مهما بلغت من التقدم العلمي، والرقي الحضاري، سوف تحتفظ ببقايا من بذور التخلف الإداري، والروتين القاتل؟ .. ربما.
رابعا: الحس الإسلامي:
إذا كان الحس الإسلامي قد ظهرت جذوره في أعمال كتاب الخيال العلمي المصريين، سواء على مستوى استمداد فكرة العمل من القرآن الكريم، أو على مستوى تأثير المصدر الديني في معالجة الفكرة، كما نجد ذلك واضحا في أعمال عميد أدب الخيال العلمي/ نهاد شريف، فإن الحس الإسلامي قد سيطر على رواية (الكوكب العجيب)، من البداية إلى النهاية، وأثر تأثيرا مباشرا في المضمون والشكل.
أما المضمون، فقد بدا تأثير الحس الإسلامي فيه واضحا من خلال:
أ- الإهداء: يهدي المؤلف رواية (الكوكب العجيب) "إلى كل زعيم عربي وإسلامي... علهم يحققون حلم شعوبهم في الوحدة العربية الإسلامية.
إلى كل شاب وفتاة في عالمنا العربي والإسلامي. علهم يحققون حلم نهضة الحضارة العربية الإسلامية.
إلى كل إنسان على ظهر الأرض.. والقمر.. والمريخ.. علهم ينظرون بإنصاف إلى الحضارة العربية الإسلامية من منظور حوار الحضارات.. وليس صدام الحضارات.
إلى كل مخلوق.. خلقه الله سبحانه وتعالى في الكون الفسيح، ربما تصله رسالتنا السامية... رسالة الحضارة والعلم والأخلاق... رسالة الحضارة العربية الإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم:(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..) [آل عمران جزء من الآية: 110]."
ويهدي، كذلك، روايته الأخرى (أمريكا 2030 قصة انهيار العالم): "إلى أصحاب الحضارة العربية الإسلامية الماضية.. مع خالص حبي وتقديري..
وإلى أصحاب الحضارة العربية الإسلامية القادمة التي أراها في الأفق.. مع خالص إعزازي ولهفتي واشتياقي لمعاصرتكم."
إذن، فهاجس الحضارة العربية الإسلامية يسيطر على د. حسام، ويسعى جاهدا إلى تحقيقه في أعماله الإبداعية، وقد تنبه إلى ذلك د. عبدالحميد إبراهيم، حيث يقول "هو منذ روايته الأولى (أنصاف البشر) يتخيل دولة إسلامية متحدة، تتخلص من الأنانية والسيطرة التي يعيش فيها عالم اليوم، وهو دائما يجعل هذه الدولة ثمرة للجهود المبذولة التي تنتصر فيها قوى الخير على قوى الشر". (9)
ب - استلهامه لتراث الحضارة الإسلامية، يقول "الهمة.. الهمة يا رجال.. أنتم هنا تصنعون التاريخ, أنتم تضيئون تاريخ الإنسانية.. تماما مثل علمائنا وأبطالنا الأوائل: عباس بن فرناس، أول من فكر وحاول الطيران في تاريخ الإنسانية، خالد بن الوليد، قائد عسكري عظيم أنار طريق العالم الإسلامي، العلامة ابن رشد، العلامة ابن سينا، الخوارزمي، جابر بن حيان، والمئات غيرهم.." (ص 119).
وأما تأثير الحس الإسلامي في الشكل، فظهر في:
أ- رؤية النبي محمد (ص): في بداية الرواية - في الفصل الثالث - يرى د. صلاح الدين "في الحلم شخصا يخرج النور من وجهه ومن عينيه:
- السلام عليكم دكتور صلاح.
نظر إليه د. صلاح بدهشة وبرهبة وحب:
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. من أنت؟
ابتسم ابتسامة نورانية، وأجاب:
- أنا رسول الله.. أنا محمد بن عبد الله.. أنا من لا يتشبه به الشيطان أبدا، وأنت من خيرة من يمثل أمتنا الإسلامية العظيمة.. وما أنت فيه ما هو إلا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى.. عل يكون شفاء البشرية من هذا الوباء على يد أحد من أمتي.. وعله يكون أنت.." (ص 22).
وينجح الكاتب في استثمار هذا الحلم وتوظيفه في بنية الرواية، ودفع الأحداث إلى الأمام، فبعد أن استطاع الفريق الألماني أن يقدم علاجا ناجحا للفيروس هربس، ومر عام كامل دون حدوث شيء، ينتهي الفصل السابع بقول الراوي "ولكن ظل هناك هاجس خفي في مخيلة د. صلاح، لا يعرف له سببا، ربما سببته التجربة المريرة، ربما لأنه كان يحلم بأن يكون المنقذ، خاصة بعد رؤية الرسول (ص) في المنام؛ ولذا شعر الدكتور صلاح الدين أن معركة البشرية لم تنته مع فيروس هربس.." (ص41).
وبالفعل يبدأ الفصل الثامن ببداية ظهور فيروس هربس مرة أخرى؛ ليجتاح العالم من جديد.
ب- الحوار بين الفيروس هربس ود. صلاح "على الشاشة ارتصت كلمات ما إن قرأها د. صلاح حتى فغر فاه دهشة:
- الرحمة .. الرحمة.. لماذا؟ لماذا؟ لقد وثقنا بكم، لماذا تقابلون الثقة والأمان بالقتل.. لماذا؟ هل أمركم إسلامكم بهذا؟" (ص 122).
وهذا الحوار يدل على أن الفيروس هربس، قد درس الكوكب الأرضي جيدا، وعلم مبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة، التي ترفض الاعتداء على الآخر، أيا كان هذا الآخر، إلا بالحق.
جـ - الله أكبر: يصف لنا الراوي الغرفة التي كان يعتكف فيها د. صلاح، "كانت الغرفة مليئة بالجداول المعلقة، ورسوم تركيب الفيروس، وجميع الوسائل التعليمية، حيث لم يتبق مكان في الغرفة، إلا للوحة واحدة في الحائط المقابل، مكتوب عليها: الله أكبر، ومن تحتها صور المرضى المصابين". ( ص 157)
ولا يخفى ما في قوله "الله أكبر، ومن تحتها صور المرضى المصابين"، من إشارة إلى أن الله أكبر من كل شيء، وهو القادر على أن يعينه ويهديه إلى طريقة التغلب على هذا الفيروس.
د- كلمة د. صلاح لفريقه: في الفصل السادس وجه د. صلاح كلمة لفريق أبحاثه، بعد أن فشل علاجهم في القضاء على الفيروس، جاءت مناسبة تماما للموقف، ودلت على مدى ما يمتلكه د. صلاح من حس إيماني عال، والتي بدأها بقوله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.} [البقرة: 155]، ويختمها بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.} [آل عمران: 200].
هـ - أقوال وأفعال: تنتشر على مدار الرواية أفعال وأقوال وتصرفات تدل كلها على الحس الإسلامي، من هذه الأشياء مثلا، تأكيده على مبدأ الشورى، وهو مبدأ إسلامي صميم، بداية كل تقرير أو حديث بـ "باسم الله الرحمن الرحيم"، اللجوء إلى الوضوء والصلاة والدعاء عند كل أزمة أو ضيق.. وغيرها.
خاتمة
وفي ختام القراءة، يمكننا أن نجيب على السؤال المطروح في أولها، وهو: هل استطاع د. حسام أن يوازن بين الانعكاس الفني والعلمي، ويوظفَ كلا منهما في خدمة الآخر في كتابته الإبداعية؟ أو أنه لم ينجح في ذلك؟ فنقول: إنه بالفعل نجح في إقامة توازن بين الانعكاسين، واستطاع أن يقدم المعلومات العلمية ملتحمة بالنسيج الفني، مع عدم إغفال الجانب الإنساني والتركيز عليه.
"ومن هنا تصبح لرواية الخيال العلمي عند د. حسام الزمبيلي خصوصية لا تتوافر عند كثيرين ممن يجذبهم هذا النوع من الأدب، فهم يقفون عند الإثارة والمفاجأة وعند الخيال، ولكن مؤلفنا هنا لا يتجاهل الإثارة ولا الخيال، ولكنه في الوقت نفسه يصبغ كل ذلك بهدف نبيل، وبالتطلع نحو حياة جديدة، يتعانق فيها العلم مع الإيمان، والمادة مع الروح". (10)
حمادة هزاع ـ شاعر وناقد مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...