الاثنين، 9 أكتوبر 2017

من قصص الخيال العلمي .. التقسيم الزمني



التقسيم الزمني

في تجربة القذيفة على الواقع صزب الضابط مسدسه نحو المجرم الهارب وأمره بالتوقف، فلم يتوقف وانطلق يجري في سرعة فأطلق الضابط القذيفة على فخده وتوقع أن يسقط سريعاً مضرجاً في دمائه.
تعدت الرصاصة فخده واصطدمت بالحائط المقابل وفلت اللص بجريمته، ظن الضابط أنه أخطأ الهدف.
تكررت الظاهرة الجديدة في القذيفة المبتكرة والتي تقترب سرعة انطلاقها من سرعة الضوء، فقد تم إطلاق القذيفة على مجرم يقف أمام الخائط فنفذت الرصاصة خلال جسمه دون أن تخدشه، وارتطمت بالحائط الخلفي.
تعجب المحققون مما حدث بعد أن أمسكوا القاتل المحكوم وكشفوا على جسده فلم يجدوا أي علامة على خدش واحد على جسمه، حتى أجهزة الأشعة لم تبين أي جرح في جسد المحكوم.
عهدت الحكومة إلى معمل الأبحاث الخاص بوزارة الدفاع فاوكلوا بالمهمة إلى الرائد مهندس سعد المشهود له بالذكاء والفطنة.
اطلع المهندس على تقارير أطباء التشريح وقرأ نشرة مواصفات السلاح والقذائف عالية السرعة بدقة كبيرة.
في النهاية أوحى المهندس بتعديل الأسلحة لكي تقلل سرعة القذيفة إلى النصف، بعدها تعجبوا من اختفاء الظاهرة.
استدعى المسئولون المهندس لكي يستفسروا عن التقرير الذي رفعه إليهم، لأن به نقاطاً عجيبة تحتاج إلى تفسير، فأجبابهم ببعض الأفكار التي قلبت أفكارهم عن الحياة والموت.
قال الرائد مهندس سعد :
في الحقيقة الحياة أغرب مما نتخيل، إنها بسيطة إلى حد التعقيد، فلنا أن نتخيل أن الحياة والموت صورتان لشئ واحد.
فهما موجودان داخل كل كائي حي، وأننا بالفعل موجودون وغير موجودين في وقت واحد، إننا بالفعل نختفي من الحياة لفترة قصير ثم نعود إليها لفترة أطول نسبياً، .
معدل ظهورنا واختفاؤنا في الحياة يتوقف على العمر، فحينما نكون صغاراً تكون فترة ظهرونا على مسرح الحياة أطول كثيراً من فترة اختفائنا، وعند وصولنا سن الأربعين تتساوى فترة الوجود مع فترة الاختفاء، وتبدا فترة الظهور على المسرح في الصغر وفترة الاختفاء في الزيادة.
حينما نموت نتحرر من الجسد، ندخل في الفترة التي تسمى نبضة الاظلام، حيث تكون فترة الظهور صغيرة جداً، وفترة الاختفاء أكبر منها بمراحل، وتقل فترة الوجود أكثر وأكثر كلما امتد الزمن عن وقت الموت.
وذلك يفسر ظهورنا الروايات عن الأشباح التي تظهر للناس بين الحين والآخر، إنها الأرواح التي تظهر لنا في شكل أجسادها.
ويمكن أن تظهر هذه الأرواح في حياتنا في أحلامنا لمرات متتالية ما دامت الحياة تدب في أجسادنا.
وربما يشكل وعينا الداخلي المدى البصري لما يمكن أن نراه من الأشباح أو الأرواح، فلكل روح تردد تعتبر شفرة وحيدة في الكون لا يمكن تكرارها أو التطابق مع أي كائن آخر.
صرخ أحد الباحثين في ضجر:
ما هذه المتاهات التي تدخلنا فيها، مجرد غيبيات لا يمكن قياسها أو تفسيرها، إننا نريد تفسيراً علمياً لما حدث في القذائف علية السرعة.
أجاب في هدوء والابتسامة العريضة على وجهه:
توجد تقنية معروفة في علم الاتصالات يتم بها إرسال الموجات كلها في وقت واحد تسمى المشاركة الزمنية.
رد أحدهم:
وما تلك التقنية؟ إننا نتحدث عن قذيفة مادية وليس موجات كهرومغناطيسية.
أكمل في ثقة :
يتم ارسال الموجات المتعددة في وقت واحد بطريقتين؛ الأولى بطريقة التقسيم الزمني والثانية بطريقة الفصل الترددي.
رد أحدهم :
وأي الطريقتين تقصدها في هذا الموضع؟
أجاب:
الطريقة الأولى هي الحل لهذا اللغز، تقتضي هذه الطريقة أن نقوم بتوصيل حيز صغير من الاشارة الأولى، ثم حيز صغير آخر من الإشارة الثانية، حتى تنتهي من جميع الاشارات الموجودة، ثم نعود بسرعة لنأخذ الحيز الثاني من الاشارة الأولي ثم الحيز الثاني من الاشارة الثانية إلى ان ننتهي من جميع الاشارات، وكل إشارة تجمع بمفردها عل خط منفصل وبالتالي نحصل على جميع الاشارات في نهاية الفترة.
أحدهم :
وما علاقة ذلك بالحياة؟
الرائد:
حياة كل كائن هي إشارة أو ذبذبه لها تردد فريد ووحيد، وكل ما في الحياة اشارات تؤخذ منها عينات على فترات زمنية قصيرة جداً، فأنت موجود في الحياة لفترة قصيرة تختفي بعدها فترة أقصر ثم تعود إلى الحياة لفترة أخرى لتختفي.
قد تكون موجوداً وحي ولكن يمكن ألا تكون موجوداُ على مسرح الحياة، يكون غيرك في الترة التي تختفي أنت فيها.
ولأن أعداد الكائنات الحية كبير جداً فيجب على سرعة الانتقال ان تكون سريعة بحيث لا يمكن لأحد أن ينتبه إلى أنه غير موجود.
أحدهم :
ما الفائدة من كل ما تدعيه، أين الحقيقة في قضية القذائف السريعة.
الرائد :
القذائف السريعة تطلق من السلاح بسرعة عالية جداً تقترب من سرعة الضوء، فإذا وصلت إلى الهدف إلى الكائن الحي فقد لا يكون موجوداً على مسرح الحياة في الحظة نفسها، فلا يصاب من القذيفة لأنها تكون أفلتت قبا أن يعود إلى مسرح الحياة.
ولما قمت بتقليل سرعة المقذوف إلى نصف سرعته كان المقذوف يأخذ وقتاً أطول في اختراق الجسم والنفاذ منه، ليمكنه إصابة الجسم فتكون نسبة افصابة مؤقتة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...