الاثنين، 23 أكتوبر 2017

كلمة عن كتاب : فرناندو بيسوا رسائل ونصوص .... by Fernando Pessoa

كلمة عن كتاب : فرناندو بيسوا رسائل ونصوص .... by Fernando Pessoa
*************************************************************

محمود النوري :
" انا ضواحي بلدة غير موجودة، التعليق المسترسل على كتاب لم يُكتب قط. أنا لا أحد على الإطلاق. لا أعرف كيف أشعر، كيف أفكَّر، كيف أريد. أنا شخصية في رواية غير مكتوبة، أنطلق في الهواء، متناثراً ولم يحدث قط أن كنت، بين أحلام شخص لم يعرف كيف يكملني ".
بيسوا.. بيسوا.. بيسوا.. إن كان لبيسوا سيرة ذاتية فتلك اشبه لتلك السيرة الذاتية..
في عام 1888 وُلد الغموض الذي يُدعى بيسوا..
بيسوا ذلك الكائن الذي لم يُجمِع البشر إن كان حقيقي او لا، عاقلاً او مجنوناًً، يعاني من الهستيريا أم إنفصاماً في الشخصية... هذا البيسوا كان كالكون يحمل بداخله أشخاصاً عدة ( الأنداد )، يتحكم بهم أو يتحكمون به!
يقول بيسوا:
" اليوم لا شخصية لي: لقد قسمت كل إنسانيتي بين المؤلفين العديدين الذين خدمتهم كمنفذ أدبي. اليوم أنا مكان لقاء إنسانية صغيرة، تنتمي لي أنا فقط ".
" ......... هكذا طورت، وروجت لعديد من أصدقاء ومعارف لم يوجدوا قط، غير أني أشعر بهم، وأسمعهم وأراهم حتى اليوم، بعد ما يقارب الثلاثين عاماً. أكرر: أشعر بهم، أسمعهم، أراهم، وأفتقدهم ".
" إن سألني شخص ما وما هي الروح، سأجيب إنها أنا ".
بيسوا الكاتب والفليسوف، المؤلف والشاعر، الفلكي، المترجم، المحلل اللغوي، المُحب...
يقول بيسوا:
"الطريقة الوحيدة لتصبح أسمى هي أن تكون كوناً بلا قانون".
الكتاب عبارة عن رسائل بين بيسوا وأصدقائه ولأصحاب المجلات والجرائد وللعائلة ولحبيبته الوحيدة الذي أحبها بعد أن بلغ ال 31 من عمره، المُتعمق في قرائتها قد يصل إلى عدة جوانب من حياته، ونصوص تركها من خلفه..
يقول بيسوا:
"حين يموت شخص ما ويخلف وراءه سطراً شعرياً واحداً جميلاً، يترك الأرض والسماوات أكثر ثراء، ومغزى النجوم والبشر أكثر غموضاً وجدانياً.
[image]
لم يكن بيسوا ملتزم بشئ تجاه أحد، حتى أنه لم يُقرر أن يحب أو يتزوج، وعندما أخل بهذا الشرط لم تتجاوز حالة الحب تلك أكثر عام واحد.
يقول بيسوا:
" سوف أضع رأسي في دلو، كي أريح عقلي. هذا ما يفعله كل الرجال العظام، على الأقل كل الرجال العظام ممن لديهم ١) عقل ٢) رأس ٣) دلو يدسون فيه رأسهم ".
بيسوا هو شخص يستحق التأمل في حياته والإلمام بجوانبها، بيسوا لم يكن عاديا وأفعاله لم تكن عادية وأفكاره لم تكن عادية وكلماته لم تكُن عادية، نافذة للقلب.
يقول بيسوا:
" اؤمن بوجود عوالم أرقى من عالمنا وفي وجود كائنات تلك العوالم. اؤمن أن هناك مستويات متعددة، يزداد تعقيدها بإطراد، تقود إلى الكائن الأسمى، من المفترض أنه هو من خلق العالم ".
القراءة لبيسوا لا تستوجب سن معين أو عقلية معينة، أن يكون ملتزم بفلسفة أو بطريقة، لكنها تحتاج لإنسان بسيط،
فقط إنسان
فقط بسيط
شكر خاص للمترجم وائل عشري، الذي لا يجب أن نغفل عن مجهوده في جمع وترجمة ذلك العمل، كذلك إلمامه بجوانب حياة بيسوا، والذي ظَهر جلياً في تحليلاته.. أشكرك أستاذنا فأنت السبب لوصول ذلك العمل لأيدينا وبذلك الشكل الممتاز.
.
“ أن نعمل بنبل، ونأمل بصدق، ونحب البشر بحنو تلك هي الفلسفة الحقيقية “.
هناك مزحة شائعة تقول
إن أهم أربعة شعراء في التاريخ الأدبي الحديث للبرتغال هم فرناندو بيسوا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...