مسرحية
الفئران
تأليف / محمد نجيب مطر
الفئة العمرية (14-18)
شخصيات المسرحية
شخصيات المسرحية
العمدة : الحاكم الفعلي للقرية وممثل النظام فيها، عمره
50 عاماً.
عوضين : غفير العمدة الخصوصي ورئيس الغفر، عمره 35 عاماً.
ابن العمدة : شاب متعلم يشجع النشاطات العلمية لشباب القرية
ويعمل بها، عمره 22 سنة.
المأمور: مأمور المركز الذي تتبعه القرية، عمره 55
عاماً.
المهندس : بطل المسرحية المشرف على نادي العلوم بالقرية
عمره 23 عاماً.
مجموعة من الفلاحين من أهل القرية من الكبار والشباب .
مجموعة من الشباب الجامعي من أهل القرية أعمارهم بين
العشرين والخمسة والعشرين.
الزمان
تدور أحداث المسرحية في الزمن الحاضر.
المكان
في بيت العمدة وفي مبنى نادي العلوم في القرية.
المشهد الأول
يفتح الستار على مجموعة من الفلاحين يعملون في حقولهم
وكأنهم يعدونها للزراعة، بيد كل واحد منهم فأس.
يضربون بها الأرض حتي يقلبوا تربتها، وفي الخلفية نسمع
موسيقى لفيروز وهي تغني :
الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية
والديك بيدن كوكو في البدرية
يا الللا بينا على باب الله يا صنايعية
يجعلك صباح الخير يا اسطى عطية
نشاهد الشمس تشرق بالتدريج في الخلفية، ثم لا تلبث أن تشتد
حرارتها، يتوقف أحد الفلاحين وينتصب ويجفف عرقه ثم يضع فأسه على كتفه
فلاح1 :
كيف
نصبر على تلك الحال المزرية التي وصلنا إليها يا حاج؟
الجرذان
تتلف كل شئ، حجمها كبير و أعدادها كثيرة، تنتشر كالوباء، تحصد وتفسد كل ما تصل
إليه في البيوت والحقول.
إنها
تأكل الأخضر واليابس، جحورها الضخمة تملأ الحقول.
فلاح2 : لم نسلم بعد من مصيبة الجراد التي أصابت زراعتنا
في العام الماضي حتى نقع الآن في مشكلة الجرذان.
إنه
غضب من الله بسبب ما اقترفت يدانا من آثام، ولابد أن نستغفر الله حتى يخلع عنا هذا
العذاب المقيم، فلا عذاب ينزل إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة.
فلاح3 :
التوبة
مطلوبة في كل وقت، ولكن بجانبها لابد أن نبذل وسعنا من أجل حل تلك المشكلة.
يجب
أن نتعاون ونتشارك ونستشير المرشد الزراعي في المركز حتى يمكننا التغلب على تلك
المشكلة.
فلاح 4:
لقد
أحضرنا القطط لكي تأكل الفئران، فوجدناها تسطو على ما في البيوت من مؤن و تهرب
عندما ترى الفأر بهذا الحجم الكبير.
لا
جدوى منها، نصبنا للجرذان المصائد العادية وفيها الطعم، تدخل فتأكل الطعم وتخرج
آمنة، وضعنا لها السموم التي أصابت أولادنا، ونجت الجرذان منها.
فلاح 5 :
يقولون
أن اليهود هم سبب كل بلاء وكل مشكلة، ربما يكونون هم الذين قاموا بتربية هذه
الفئران غزيرة التوالد كثيرة الأكل في معاملهم، ثم أطلقوها على بلادنا بالقرب من حدودنا.
فلاح 6 :
كل
مشاكل تواجهنا نرميها على اليهود، وكأنهم يمتلكون القدرة على فعل أي شئ في أي وقت.
مشاكلنا
صنعناها بأنفسنا وسنتخلص منها بأيدينا، لقد ظهرت تلك الفئران المتوحشة من قذارتنا
ومن بيئتنا التي لوثناها.
ما
زلنا نرمي بالفضلات والقاذورات في الترعة، وأحياناً نلقي بجثث الحيوانات النافقة
في الشوارع وعلى مفارق الطرق.
فلاح 7 :
حتى
لو كان اليهود هم سبب المشكلة فنحن الذين أعطيناهم الفرصة ليلعبوا في بلادنا ويفعلوا
بنا ما يشاؤون، ساعدناهم بتصرفاتنا الخاطئة وبجهلنا الشديد وحماقتنا التي ليس لها
حدود.
كلما
واجهتنا مشكلة نهرب منها ونقول أنها مؤامرة علينا وعلى بلادنا، متى يمكن أن نواجه
أنفسنا بأخطائنا.
الآخرون
لن يجدوا لخلق المشاكل لنا إلا إذا كنا نساعدهم بجهلنا وغباوتنا لخلق تلك
العراقيل.
نظرية
المؤامرة لن تجدي هذه المرة يا سادة، يجب ألا نخلق شماعة نعلق عليها كل مشاكلنا
وكأننا أمة لا تخطئ والآخرين هم المخطئون.
فلاح 8 :
ربما
تكون عين حسودة ضربت قريتنا، وأصابتنا بهذا البلاء، ولابد من تعليق ما يدفع الحسد
مثل الخرزة الزرقاء أو العين أو رسم كف بالدم على بيوتنا، أو الذهاب إلى أحد
الشيوخ الصالحين الذين يفكون السحر ويبطلون الأعمال.
فلاح 6 :
ما
هذا الهراء الذي تقوله، هل تصدق تلك الخرافات،
أيعقل أن نذهب إلى أفاق ودجال يبتز نقودنا، و لا يقدم لنا شيئاً سوى الوهم،
أفيقوا أثابكم الله
فلاح 9 :
يجب أن نذهب للعمدة ونتحدث معه ليجد لنا حلاً لتلك
المشكلة العويصة، أليس هو المسئول عنا.
في إمكانه أن يتصل بنائب مجلس النواب وبالسلطات الحكومية،
ألا نراهم إلا في المصائب عند تنفيذ حكم أو تحصيل غرامة وجمع الضرائب؟
فلاح3 :
هيا
بنا يا رجال لنذهب للعمدة الآن، هيا لنلحق به في هذا الوقت المبكر قبل أن يخرج، إنه
في داره، هيا .. هيا أسرعوا
يرفع الفلاحون الفؤوس على أكتافهم ويخرجون من المسرح .
تسدل الستارة
صوت الموسيقى يصدح في الخلفية :
مصر يا امه يا بهية
يا ام طرحة وجلابية
الزمن شاب وانتي شابة
هوا رايح وانتي جاية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق