الاثنين، 23 أكتوبر 2017

كلمة عن كتاب : التيه ... by Abdul Rahman Munif

كلمة عن كتاب : التيه ... by Abdul Rahman Munif
*********************************************

Yassmine Ashraf:
لو كنت شخصية في رواية, لتمنيت أن يكون عبد الرحمن منيف هو كاتبي, ليس فقط لأنه حكّاء محترف, بل بسبب عذوبته ورقته -إن كان يمكن لرجل أن يوصف بالرقة دون أن يغضب- اللّتين أسرتاني تمامًا, شخصيات عبد الرجمن منيف جميلة وساحرة, أسمائهم ووأصواتهم وصراعاتهم ولزماتهم, شخصيات تستطيع أن تجدها في البناءين الذين يعملون في العمارة الجديدة التي بجوارك مثلًا, أو في فلاحي قرية جدتك, ربما جدتك نفسها, ستجدهم فى أى مجتمع مركزه الإنسان لا الآلة, الإنسان في أبسط صوره وأعقدها وأكثرها عبطًا ودهاء.
تطور الجو العام للرواية كان مناسبًا تمامًا لتسلسل الأحداث, البداية مشحونة بالعواطف والمونولوجات الداخلية, وكلما تقدمنا, كلما خفت الأصوات والصراعات الداخلية هذه, واتسعت رقعة الشخصيات شيئًا فشيئًا فلم يعد هناك تركيزًا على شخصية بعينها, شعرت في البداية بالحرية والرحابة والاتساع , اتساع المساحة واتساع الوقت أيضًا, الذي يتيح الغرق في الخواطر والتفاصيل, ثم أضحى هذا الشعور يتضاءل تدريجيًا بدخول الأمريكان والآلات, كلما احتل الأمركيان الصورة كلما شعرت بالاختناق والتشتُّت, تمامًا مثلما حدث لأهل وادي العيون, اللذين نسوا الغناء, ونسوا الحب, ونسوا وادي العيون ذاته.
متعب الهذال, أراه تقريبًا في معظم الروايات التي تتحدث عن تحول كبير, الصوت المتوجس المنذر بالكارثة ويتم نبذه واتهامه بالجنون, الاختلاف هنا أن متعب الهذال لم يمثل هذا فقط, كان رمزًا لآخر صوت تمرد جريح, لا يتحمل ما يجري لأرضه وحياته وأولاده ولا يتحمل تخاذلهم وخذلانهم له, جلست مترقبة ظهوره ثانية بما يشبه الإيمان, لم يفعل, انتظرت وانتظرت, كما انتظر أهل حرّان, ولم يأتِ, لم أقرأ باقي الخماسية بعد لكني أعتقد وأتمنى أنه سيكون حاضرًا بها حتى النهاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة

قرأت لك: رواية جريمة عالم للدكتورة أميمة خفاجي بين الخيال العلمي وأدب الجريمة 1. الحكاية: تحكي الرواية عن عالم في الهندسة الوراثي...