كلمة عن كتاب : فساد الأمكنة ... صبري موسى
************************************
Hend awad:
************************************
Hend awad:
فساد الأمكنة: رواية مبهرة، البداية هى ذاتها النهاية
بطل الرواية" نيكولا" رحالة جاء إلي الصحراء مع قافلة ثم ما إن اقامة بها حتى اغتصبت روحه بفعل جذابيتها الساحرة، صنع صبري موسى من خلال تأملة بالصحراء تفاصيل لا حصر لها بعين نيكولا، ومن ثم أصاب القارئ بحيرة وتنقل به من اللاشئ إلي أشياء حية تنبض بالحياة كانت راكدة في باطن الصحراء ...
ثم جاءت "إيليا" الحبيبة والزوجة والأبنه كما كان يقول عنها نيكولا أستطاعت أن تجذب نيكولا أنجبت منه" إيليا" الصغرى ترحل الأم وتترك نيكولا بالصحراء ومعه ابنته الجذابة الذي تهيمن علي نفسه رغبة التودد منها وبسبب هذه الرغبة العارمة يقع بشرك تخيل إنه قد قام بإغتصابها تحت تاثير الخمر والحقيقة عكس ذلك فهى أغتصبت كما تغتصب ثروات الأرض والمغتصب واحد وهو "الملك" الذي يشير فقط إلي ما يشتهي فيساعده على ذلك أبناء الوطن وينكفأون علي وجوههم في سبيل إرضائهم ومشاركتهم الأستيلاء عليها كما وضح الكاتب أن لكل منهم غايته....
بالإضافة إلي حكاية عبد الربه مع عروس البحر ورغبتة العارم بمقابلتها ليقتص منها وما إن اصابه نوع من الهزيان ودافع للثأر منها حتى ضاجع سمكة علي الملأ في مشهد يحمل عدة تأويل وجانب فانتازي جميل عبر عنه صبري موسى وكأن يجعل من الوهم حقيقة لينتصر أمام نفسه ويسخر منه الجميع وهو لا يبالي ...
قراءة هذا العمل يضع القارئ أمام عدة أشياء
أولها: أن ثروات مصر من مناجم وآبار بترول تخضع تحت طوع صاحب السلطة العليا "الملك" ومازالت إلي الأن هكذا وإن اختلفت المسميات ومن هنا جاء تسمية " فساد الأمكنة" بفعل الذي ينهبون ثروات البلاد .
ثانيآ: أن المكان مثل الآنثى تستطيع غواية النفس وسلب الروح لتقيم به وتصنع مملكتك الخاصة بك أينما تشاء وأن ملكة التخيل والطموح عليها عامل كبير في بناء المستقبل، كما حدث مع نيكولا فبعد أن أنهي مهمته في التقيب في باطن الأرض أقام بها وخطط لإقامة مدينته الساحرة الذي طالما حلم بها بهذا المكان "الدرهيب" وهي صحراء ما بينا مصر والسودان .
ثالثآ: صور الصحراء بوحشيتها ومخاطرة كما ينبغي والأدهى من ذلك تعامل اهل الصحراء مع الموت كما حدث بإختفاء ثلاث أشخاص في البئر فما كان منهم إلا أن تقبلوا الأمر بكل بساطة..
رابعآ: اللغة كانت مناسبة للمكان رغم صعوبتها لكنها حينما تنسجم مع التفاصيل تجعلها اكثر جمالآ، كل كلمة تحتاج إلي تدقيق وكل جملة تحتاج إلي التأمل فقد تعامل مع النص بحذر شديد ورغم صغر حجمه ..
خامسآ: عمل مكثف ودسم ويعتمد علي الوصف بشكل كبير، والأحداث البسيطة، والأهم ان الكاتب اعتكف عامين بالصحراء حتى انطبع بذهنه كل شارة وواردة ابتداء من لغة الصحراء إلي تفاصيل الأماكن علي الخريطة ودراسة الطرق...
والأهم من كل ذلك أن الرواية تحمل طابع صوفي حيث تحدث الكاتب عن الشازلية وما يقيمون به من تقاليد بالصحراء، وفي ذات الوقت انطبع ذلك على بطل الرواية
بالنهاية هذه الرواية تحتاج لقارئ صبور ومولع بالتفاصيل واللغة الجزله..
ما لم يعجبني أسلوبه التقريري وكأنه لم يستطع خلع عبائة الصحفي متناسيآ أنه عمل روائي ..
بطل الرواية" نيكولا" رحالة جاء إلي الصحراء مع قافلة ثم ما إن اقامة بها حتى اغتصبت روحه بفعل جذابيتها الساحرة، صنع صبري موسى من خلال تأملة بالصحراء تفاصيل لا حصر لها بعين نيكولا، ومن ثم أصاب القارئ بحيرة وتنقل به من اللاشئ إلي أشياء حية تنبض بالحياة كانت راكدة في باطن الصحراء ...
ثم جاءت "إيليا" الحبيبة والزوجة والأبنه كما كان يقول عنها نيكولا أستطاعت أن تجذب نيكولا أنجبت منه" إيليا" الصغرى ترحل الأم وتترك نيكولا بالصحراء ومعه ابنته الجذابة الذي تهيمن علي نفسه رغبة التودد منها وبسبب هذه الرغبة العارمة يقع بشرك تخيل إنه قد قام بإغتصابها تحت تاثير الخمر والحقيقة عكس ذلك فهى أغتصبت كما تغتصب ثروات الأرض والمغتصب واحد وهو "الملك" الذي يشير فقط إلي ما يشتهي فيساعده على ذلك أبناء الوطن وينكفأون علي وجوههم في سبيل إرضائهم ومشاركتهم الأستيلاء عليها كما وضح الكاتب أن لكل منهم غايته....
بالإضافة إلي حكاية عبد الربه مع عروس البحر ورغبتة العارم بمقابلتها ليقتص منها وما إن اصابه نوع من الهزيان ودافع للثأر منها حتى ضاجع سمكة علي الملأ في مشهد يحمل عدة تأويل وجانب فانتازي جميل عبر عنه صبري موسى وكأن يجعل من الوهم حقيقة لينتصر أمام نفسه ويسخر منه الجميع وهو لا يبالي ...
قراءة هذا العمل يضع القارئ أمام عدة أشياء
أولها: أن ثروات مصر من مناجم وآبار بترول تخضع تحت طوع صاحب السلطة العليا "الملك" ومازالت إلي الأن هكذا وإن اختلفت المسميات ومن هنا جاء تسمية " فساد الأمكنة" بفعل الذي ينهبون ثروات البلاد .
ثانيآ: أن المكان مثل الآنثى تستطيع غواية النفس وسلب الروح لتقيم به وتصنع مملكتك الخاصة بك أينما تشاء وأن ملكة التخيل والطموح عليها عامل كبير في بناء المستقبل، كما حدث مع نيكولا فبعد أن أنهي مهمته في التقيب في باطن الأرض أقام بها وخطط لإقامة مدينته الساحرة الذي طالما حلم بها بهذا المكان "الدرهيب" وهي صحراء ما بينا مصر والسودان .
ثالثآ: صور الصحراء بوحشيتها ومخاطرة كما ينبغي والأدهى من ذلك تعامل اهل الصحراء مع الموت كما حدث بإختفاء ثلاث أشخاص في البئر فما كان منهم إلا أن تقبلوا الأمر بكل بساطة..
رابعآ: اللغة كانت مناسبة للمكان رغم صعوبتها لكنها حينما تنسجم مع التفاصيل تجعلها اكثر جمالآ، كل كلمة تحتاج إلي تدقيق وكل جملة تحتاج إلي التأمل فقد تعامل مع النص بحذر شديد ورغم صغر حجمه ..
خامسآ: عمل مكثف ودسم ويعتمد علي الوصف بشكل كبير، والأحداث البسيطة، والأهم ان الكاتب اعتكف عامين بالصحراء حتى انطبع بذهنه كل شارة وواردة ابتداء من لغة الصحراء إلي تفاصيل الأماكن علي الخريطة ودراسة الطرق...
والأهم من كل ذلك أن الرواية تحمل طابع صوفي حيث تحدث الكاتب عن الشازلية وما يقيمون به من تقاليد بالصحراء، وفي ذات الوقت انطبع ذلك على بطل الرواية
بالنهاية هذه الرواية تحتاج لقارئ صبور ومولع بالتفاصيل واللغة الجزله..
ما لم يعجبني أسلوبه التقريري وكأنه لم يستطع خلع عبائة الصحفي متناسيآ أنه عمل روائي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق